تطورات نووي كوريا الشمالية.. وأزمة البرازيل المتفاقمة «واشنطن بوست» حذرت صحيفة «واشنطن بوست» في افتتاحيتها أمس المجتمع الدولي من تجاهل التطورات النووية التي تحققها بيونجيانج فيما يتعلق بالأسلحة النووية وبرنامج الصواريخ الباليستية، مشيرة إلى وجود مخاوف حقيقية من أنشطة التنقيب عن اليورانيوم في كوريا الشمالية، التي وصفها تقرير أعده «جيفري لويس» من مركز «جيمس مارتين» لدراسات مكافحة الانتشار النووي. وذكرت الصحيفة أن «لويس» نشر أدلة، حصل عليها من خلال تحليل صور التقطتها الأقمار الصناعية، تؤكد أن كوريا الشمالية تعزز قدرتها على استخراج اليورانيوم الطبيعي وطحنه. وأفادت الصحيفة بأنه رغم كون المعلومات لا تؤكد الغرض الذي سيستخدم له اليورانيوم، إذ ربما يتم استخدامه في مفاعلات الطاقة النووية، أو في تصنيع أسلحة، إلا أن «لويس» وجد دليلاً على عمليات تجديد كبيرة في مفاعل «بيونجسان» لتركيز اليورانيوم الذي يحول الخام إلى مسحوق «الكعكة الصفراء» المستخدم في تصنيع أسلحة. ولفتت إلى أنه بينما تحيط الظنون دوماً بمثل هذه التقديرات، فإن هناك مخاوف مستمرة من تزايد إهمال إدارة أوباما للسياسات المتعلقة بالشؤون النووية لكوريا الشمالية، بعد انهيار الاتفاق المؤقت مع كوريا الشمالية في عام 2012، موضحةً أنه إذا تمكنت بيونجيانج من تدشين ترسانة نووية أكبر من المتوقع في غضون سنوات قليلة، فإنها ستكون مفاجأة سيئة للجميع. «نيويورك تايمز» وصفت صحيفة «نيويورك تايمز» في افتتاحيتها أول من أمس البرازيل بـ«الممزقة»، قائلة: «إن الاقتصاد في ركود عميق، بينما خفضت وكالة موديز للتقييمات الائتمانية تصنيفها ليصبح قاب قوسين أو أدنى من المستوى دون الاستثماري». وأشارت إلى أن فضيحة فساد مدوية تتضمن شركة النفط الوطنية «بتروبراس»، طالت عدداً كبيراً من السياسيين ورجال الأعمال، بينما يعيش البرلمان حالة من الثوران، وانخفضت مستويات تأييد الرئيسة ديلما روسيف، بعد أقل من عام على إعادة انتخابها، إلى ما دون العشرة في المئة، وتجددت المظاهرات الحاشدة في أنحاء البلاد داعيةً إلى سحب الثقة منها. بيد أن الصحيفة أشارت إلى أن الخبر السار وسط هذه الاضطرابات هو ثبات المؤسسات الديمقراطية البرازيلية، ذلك أنه أثناء التحقيق في قضية الرشا التي تورطت فيها «بيتروبراس»، لم تخف وحدة مكافحة الفساد الخاصة من السلطة أو النفوذ، مسددة ضربة قوية لثقافة الإفلات من العقاب الراسخة بين النخب الحكومية والاقتصادية. واستشهدت الصحيفة بتوقيف عدد من المسؤولين السابقين في «بيتروبراس»، واعتقال المسؤول السابق عن برنامج نووي سري في البرازيل، وعدد آخر غير قليل من المسؤولين الذين يواجهون عمليات تدقيق في سجلاتهم. وأضافت: «رغم أن التحقيقات أوجدت مشكلات سياسية ضخمة لروسيف، وأثارت تساؤلات حول فترة ترؤسها لشركة بتروبراس، قبل أن تصبح رئيسة، إلا أنها لم تحاول على الإطلاق تقييد التحقيقات أو التأثير عليها، وإنما على النقيض أكدت أنه لا يوجد أحد فوق القانون، وأيدت فترة جديدة للمدعي العام المسؤول عن التحقيق رودريجو جانوت». وشددت الصحيفة أنه رغم أن البرازيليين يواجون أوقات صعبة ومثيرة للإحباط، ومن المحتمل أن تزيد الأمور تدهوراً قبل أن تبدأ في التحسن مجدداً، إلا أن الحل يجب أن لا يكون تقويض المؤسسات الديمقراطية التي هي في النهاية ضمانة للاستقرار والمصداقية وأمانة الحكومة. «نيويورك بوست» توقع «إليان بيرمان» نائب رئيس «مجلس السياسات الخارجية الأميركية» في مقال نشرته صحيفة «نيويورك بوست»، أول من أمس، أن تسعى إدارة أوباما إلى فتح سفارة في إيران، بعد أن اتخذت خطوة مماثلة في كوبا. وألمح «بيرمان» إلى أنه في ضوء الاتفاق النووي المُوقّع مع طهران، بموجب لوائح هيئة الرقابة النووية التابعة للأمم المتحدة، ووكالة الطاقة الذرية الدولية، فلابد أن يكون العاملون في فرق التفتيش المنوط بها مراقبة برنامج إيران النووي مواطنو دول لها علاقات دبلوماسية كاملة مع إيران، والولايات المتحدة ليست من هذه الدول في الوقت الراهن، وبالتالي لا يمكن لأميركي المشاركة في تفتيش المنشآت النووية الإيرانية. وتابع: «ما لم يصبح لواشنطن تواجداً رسمياً في إيران، فستضطر للاعتماد كلياً على المجتمع الدولي في الإشراف على البرنامج الإيراني». وأضاف «بيرمان»، أنه بعد أن نجح البيت الأبيض في استعادة العلاقات مع «هافانا»، الأمر الذي انتقدته منظمات حقوق الإنسان، فسيسعى بالتأكيد إلى اقتناص انتصارات دبلوماسية إضافية خلال الفترة المتبقية قبل انتخابات 2016 الرئاسية، ولن يكون هناك مرشح للحصول على غصن زيتون مماثل أفضل من طهران. وذكر «بيرمان» أن أوباما أشار في ديسمبر الماضي، عندما سئل عما إذا كان «هناك أي سيناريو يتصور من خلاله فتح سفارة أميركية في طهران خلال العامين المتبقيين له في السلطة»، أشار إلى إمكانية ذلك، إذ «لم يستبعده أبداً، بل أعرب عن اعتقاده بأن مثل هذه الأمور لابد أن تحدث بالتدريج». إعداد: وائل بدران