تحداني شخص ما من خلال مناقشة عبر البريد الإلكتروني لتفسير كيف يمكن أن يخسر «دونالد ترامب» ترشيح الحزب «الجمهوري». وفي الحقيقة تحدثت مراراً وتكراراً عن الأسباب التي ستجعله يخسر ترشيح الحزب، ولكنني في الحقيقة لم أكشف عن كيفية حدوث ذلك. وعلى أية حال، يتصدر «ترامب» استطلاعات الرأي في ولايتي «أيوا» و«نيوهامبشير» وعلى الصعيد الوطني في أميركا. وعلى رغم ذلك يمكننا القول إن استطلاعات الرأي المبكرة لا تتنبأ عادة بالواقع. وأتوقع ثلاثة مسارات مختلفة لانتهاء ترشحه. الأول: أن يجد «ترامب» أنه سيفوز، ومن ثم يجد لنفسه عذراً كي ينسحب، ويشمل ذلك أيضاً فرضية أنه ليست لديه أية رغبة في أن يكون رئيساً، وأنه فعل ذلك في إطار استراتيجية عمل ماهرة، وإن كان هذا يتجاوز حدود فهمي. والثاني: أن تتلاشى حظوظ «ترامب»، بينما تتلاشى معدلات تأييده إلى نحو 10 في المئة من الأصوات أو حتى أقل من ذلك بكثير، بينما يبدأ الناس التركيز بصورة أكثر جدية على الانتخابات، ويتحولون إلى المرشحين المدعومين من قبل أصحاب الكلمة في الحزب «الجمهوري». وبعبارة أخرى، تنطبق عملية الاستكشاف والتدقيق والتراجع التي خضع لها المرشح «هيرمان كين» في عام 2012 على «ترامب» في 2016. ومن الممكن أن يحدث ذلك سريعاً، إذا نجح في إيجاد كلمات سحرية تنفر أنصاره، أو يمكن أن يحدث ببطء، بينما يجد «الجمهوريون»، الذين لا يرون إلا «ترامب» في الوقت الراهن، عدداً من المرشحين الأكثر كفاءة أثناء السباق. والأخير: بينما نجح «ترامب» في الاستحواذ على شريحة 25 في المئة أو نحو ذلك من الأصوات، وربما يتمكن من الفوز في أماكن قليلة، لا يزال الميدان كبيراً، وسيُهزم في النهاية بمجرد أن تصبح المنافسة قاصرة عليه في مواجهة مرشح آخر وحيد. أو ربما أنه سيُهزم عندما يصبح الميدان صغيراً بما يكفي لتمكين أي مرشح غير «ترامب» من الحصول على ثلث الأصوات أو أكثر. ولمن يظنون أن «ترامب» لديه حقاً فرصة، عليهم أن يتذكروا أن تأييد قادة الحزب البارزين مثل أعضاء الكونجرس وحكام الولايات مؤشر لتوقع النتائج النهائية بشكل أفضل من استطلاعات الرأي المبدئية. وهو أمر بعيد المنال بالنسبة للمترشح «ترامب». جوناثان بيرنشتاين: كاتب أميركي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»