ماذا يريد «حزب الله» من كل محاولاته لزرع التطرف والعنف في دول الخليج؟ وما الأهداف التي يصبو إليها حين تتفجّر الكويت -لا سمح الله- بفتنة طائفية بغيضة، وجدت أدواتها وأشخاصها المصرّين على تنفيذ أجندة شريرة لا يمكن فهمها إلا أنها نوايا خراب وإرهاب؟ هل يسعى من وراء هذا الخراب البغيض إلى أن تكون مثل بيروت، التي يتغول فيها تطرف ذلك الحزب اليوم، وقد كانت في يوم من الأيام أجمل بقاع الدنيا ومصيف العرب وبلد الضيافة والثقافة والفنون. أمور غريبة تجري لا يمكن تفسيرها إلا أن لإيران مطامع سياسية جغرافية، ورغبة في التدخل في شؤون الجيران وفي كل مكان، فلم تكتف ببغداد وبيروت ودمشق، بل هي تريد الانقضاض ربما حتى على دول أخرى وتحويلها إلى دول مشوشة تابعة لها. وطبعاً فتنظيم «حزب الله» ليس سوى مخلب قط في هذه التدخلات. وكان من الجلي أن بعضهم منذ فترة ليست بالقصيرة يعملون على رعاية الفتن في العديد من دول المنطقة، وهي فتن تطلع رؤوسها، حين يخرج للملأ بعض المتطرفين، ووكلاء التدخلات الإقليمية ليثيروا القلق والريبة والهرج طوال فترة أنشطتهم. لم يعـد الأمـر خافـياً ولا مستتراً بحـزب المقـاومة وتحـرير فلسطين، ففلسطين أبعد ما تكون عن اهتماماتـهم، وقد اتخـذوا قضيتها ذريعة يستغلون بها مشاعر الشعوب العربية لمعرفتهم بحساسيها للقضـية الفلسطينية والمكانة الخاصة التي تكتسيها لدى العرب والمسلمين. لقد انتهت تلك الخطب العصماء، وسقطت أقنعة الادعاء والتمثيل، ولم يعد لنا إلا المواجهة والمطالبة بصد الخطر والقصاص بالقانون لكل الدماء المراقة في أوطان حرة احتلتها الطائفية وغذتها وجعلت من بعض شرائح مجتمعاتها وحشاً قاتلاً يستلذ بالأشلاء والتدمير. فحتى «داعش» وهي جماعة نتفق جميعاً على أنها متوحشة خرجت من عباءة الفتنة، وتحولت أيضاً إلى قفازات إيرانية تنفذ بها خططها باستهداف دول جارة لم تسئ لها ولم تعتدِ يوماً على أي دولة أخرى. إن الصمت إزاء هذه الخلايا جريمة بحد ذاته، لأنه قد يترتب عليه، ولو بصفة غير مباشرة، ظهور مزيد من الخـلايا التي يـعـلم الله وحده كم يبلغ عددها وأي دولة هي الهدف القادم. والأزمة الحقيقية أن المتورط في هــذه الأعمـال هـم مواطنـون كويتيـون! كيـف غاب عن بالهم أن هذه البلاد التي يجب أن ينتموا إليها هي من رعت طفولتهم وذكرياتهم ومنحتهم الأمن والأمان، فكيف يتحولون إلى ألعوبة في يد الطائفية؟ وكيف يمكن أن يتآمروا على نسيج اجتماعي يفترض أنهم جزء منه!. إن المصاب جلل والقضية لها أبعاد شائكة لابد من مواجهتها والتعامل معها بشفافية تحبط الكراهية والتهديد وتطيح بأوهام وتدخلات من لا يضمرون للمنطقة نوايا حسن جوار ويسعون جاهدين لإشاعة الفوضى وعدم الاستقرار.