يوجد العديد من التعاريف لمصطلح «متحف» ومن أبرزها: «هو المكان الذي يسمح للأفراد برؤية واستكشاف مقتنيات مختلفة خاصة بالمعارف، الطبيعة، الحياة البحرية والبرية، الأطفال، التراث، الثقافة، الفن، الدين، التعليم، التاريخ، الحروب، الفضاء وغيرها من مناحي حياة الشعوب». وبالتالي فإن المتاحف هي الجهات التي تجمع وتحمي وتسهل الاطلاع على رموز تشرح للزوار مدى ما توصل إليه مجتمع ما من حضارة وتاريخ وتنمية وثقافة وتراث. ويعتبر شعب الولايات المتحدة الأميركية من أكثر شعوب العالم شغفاً بالمتاحف، إذ يبلغ عددها في مختلف الولايات الأميركية ما يزيد على خمسة وثلاثين ألف متحف يُنظر إليها كجزء حيوي من الثقافة والموروث الأميركي. ويتوافد الملايين سنوياً لزيارة تلك المتاحف للتعرف عن قرب على الفن، التاريخ، العلم، التقنية والطبيعة وغيرها من مجالات الماضي والحاضر للولايات المتحدة الأميركية. وفي الصين كان هناك بنهاية عام 2013 ما يقارب ثلاثة آلاف وخمسمئة متحف تحتوي ما يزيد على عشرين مليون مادة، وتقوم تلك المتاحف بتنظيم ما يزيد على ثمانية آلاف معرض سنوياً يقوم ما يقارب مئة وستون مليون شخص بزيارتها. وفي المملكة المتحدة هناك ما يزيد على ألفين وخمسمئة متحف تحتوي مقتنيات في مختلف مناحي الحياة والتاريخ والطبيعة في إنجلترا وإيرلندا الشمالية واسكتلندا وويلز. أما في الإمارات العربية المتحدة فقد شهد العالم مؤخراً ولادة مفهوم جديد للمتحف لا يتعلق بالمتعارف عليه تقليدياً في وظيفة المتحف من عرض الماضي والتراث- والذي يتواجد وبقوة في متاحف أخرى في الدولة- بل لإتاحة الفرصة أمام البشرية لتشهد ما سيبلغه شعب الإمارات من دراسة لعلوم المستقبل واستشراف الجيل القادم من التكنولوجيا. وكان قانون إنشاء «متحف المستقبل» رسالة للعالم أجمع بأن المواطن الإماراتي يحمل دعوة للعلم من أجل التشجيع على الإبداع وإنشاء بيئة تستوعب الابتكار بما يخدم متطلبات اقتصاد المعرفة والمجتمعات الذكية المستقبلية. فدولة الإمارات لم تقف عند إنجازاتها العالمية، إذ حلت في المركز 12 في مؤشر التنافسية العالمية 2015 والأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والثالثة عالمياً في مؤشر أفضل بنى تحتية. كما احتلت المركز الأول عالمياً في استقطاب الكفاءات والمواهب المهنية إليها، إضافة للمرتبة الأولى عالمياً كأكبر مانح للمساعدات خلال الأزمة الإنسانية التي يشهدها اليمن لعام 2015، وكذلك المركز الأول عربياً، في تمكين المرأة، لعام 2014 والأولى إقليمياً في تطبيق مبادرة اعتماد جاهزية شبكات الاتصالات لدعم نظام‏? ?eCall? ?للاتصال ?الآلي ?في ?حالات ?حوادث ?السير. ?أما ?على ?مستوى ?الطيران ?المدني، ?فقد ?تصدرت ?الإمارات ?دول ?العالم ?في ?تطبيق ?معايير ?السلامة ?وحصلت ?على ?معدل ?نجاح ?في ?تطبيق ?معايير ?سلامة ?الطيران ?المدني ?بنسبة ?بلغت ?98,8%، ?وهو ?المعدل ?الأعلى ?على ?الإطلاق ?الذي ?تمنحه ?المنظمة ?الدولية ?في ?هذا ?الإطار، ?كما ?تصدرت ?الإمارات ?جميع ?الدول ?العربية ?في ?الشرق ?الأوسط ?وشمال ?أفريقيا ?في ?نتائج ?التقرير ?السنوي ?لمؤشر ?سيادة ?القانون ?ضمن ?مشروع ?العدالة ?الدولية ?وذلك ?للعام ?الثاني ?على ?التوالي. ?وفي ?الوقت ?الذي ?تراجعت ?فيه ?الاستثمارات ?الأجنبية ?في ?الدول ?العربية ?في ?2014، ?حلت ?دولة ?الإمارات ?في ?المرتبة ?الأولى ?في ?نفس ?العام ?من ?حيث ?حجم ?جذب ?الاستثمارات ?الأجنبية. واستكمالاً لسلسلة الإنجازات العالمية، أنشأت دولة الإمارات «متحف المستقبل» الذي سيكون بمثابة منارة بحثية عالمية يحتضن المبتكرين على مستوى العالم بهدف إيجاد وسائل تنموية علمية ومبتكرة لمواجهة التحديات التي قد تواجهها مجتمعات المستقبل، وبالتالي ستكون دولة الإمارات محط أنظار العالم ليس فقط لإنجازاتها التي يتم قياسها ورصدها في نهاية العام بل أيضاً للحلول والابتكارات التي ستضعها في خدمة الإنسانية من خلال «متحف المستقبل». وما زال المواطن الإماراتي-قبل العالم- ينظر بزهو لقيادته الحكيمة نظرة فخر واعتزاز ويتساءل: المستقبل... وماذا بعد!