بعد تأجيل الاجتماع الوزاري الخاص باتفاق الشراكة عبر الهادي إلى شهر سبتمبر المقبل أو بعده، تشعر الدول المعنية بهذه الشراكة بالقلق من التأخير في العملية إجمالًا لإنجاز اتفاق التجارة الحرة متعددة الأطراف، ويتوقع أن يتوصل وزراء التجارة من الدول الاثنتي عشرة المعنية إلى اتفاق عام للشراكة عبر الهادي في الجولة التالية من المفاوضات، ومع التأخير في جدول المفاوضات، يُعتبر من الصعب الآن أن تحصل الولايات المتحدة على موافقة الكونجرس على الاتفاق بحلول نهاية هذا العام. ومع الأخذ في الاعتبار أن معركة الانتخابات الرئاسية لعام 2016 ستحتدم بدءاً من فبراير فلا يرجح بشكل كبير أن يوافق الكونجرس، ولذا يتعين على الدول المشاركة أن تستأنف الاجتماع الوزاري في أقرب وقت ممكن. وفي يوم الجمعة الماضي ذكر «أكيرا أماري» الوزير الياباني المكلف بمفاوضات الشراكة عبر الهادي أنه سيكون من الصعب استئناف اجتماعات هذه الشراكة بحلول نهاية أغسطس كما كان مزمعاً في بداية الأمر. وقال في مؤتمر صحفي بعد اجتماع وزاري يوم الجمعة: «ما لم نكن متأكدين من التوصل إلى اتفاق لا يمكننا عقد الاجتماع الوزاري التالي للشراكة عبر الهادي». وكان من المزمع أن يعقد الاجتماع الوزاري بعد اجتماعات وزراء الاقتصاد لاتحاد دول جنوب شرق آسيا الذي سيعقد في ماليزيا في نهاية أغسطس، ولكن نيوزيلندا لم تخفف حدة موقفها المتشدد بشأن حصص واردات الدول الأخرى من منتجاتها من الألبان، وهو ما وصفه «أماري» بمبالغة نيوزيلندا في مطالبها. وبعض الدول مثل اليابان والولايات المتحدة تأمل في الإعداد للاجتماع الوزاري التالي في أقرب موعد ممكن، أو بعد سبتمبر، على شرط أن يتحقق بعض التقدم في أثناء المفاوضات التشاورية التي تسبقه. ويهتم المفاوضون عن الدول المشاركة بتقويم تواريخ الحياة السياسية الأميركية، فمن المتوقع أن يتشدد الكونجرس في شروطه للموافقة على الاتفاق النهائي للشراكة عبر الهادي مع بدء الانتخابات الرئاسية التمهيدية في فبراير. ويشترط تشريع بشأن «سلطة دعم التجارة» أقر في يونيو الماضي أن يبلغ الرئيس الكونجرس قبل التوقيع على اتفاق الشراكة عبر الهادي بتسعين يوماً على الأقل، ومن ثم فسيكون للظروف السياسية الأميركية تأثير على الموعد الذي قد توقع فيه الدول الأخرى على الاتفاق. ومن المتوقع أن يناقش الكونجرس إذا كان سيقدم موافقته على الاتفاق بعد توقيع الحكومات، وإذا أدى اجتماع الوزراء للدول المشاركة في المفاوضات إلى اتفاق عام في سبتمبر، فسيُوقع في ديسمبر. وإذا كان الاجتماع الوزاري سيعقد في نوفمبر وتم التوصل إلى اتفاق، فمن المقرر أن توقع الحكومة الأميركية في فبراير أو بعد ذلك نتيجة التقيد بقاعدة التسعين يوماً. ومع دوران رحى معركة الانتخابات الرئاسية الأميركية بكامل قوتها العام المقبل، سيتزايد على الأرجح عدد المشرعين الذين يتخذون موقفاً حذراً بشأن اتفاق الشراكة عبر الهادي، ومن المتوقع أن تكثف النقابات المهنية ومنظمات أخرى نشاطها المطالب بفرض إجراءات حمائية، ولذا يتوقع بعض المراقبين أن يوافق الكونجرس على الاتفاق بعد الانتخابات الرئاسية في نوفمبر العام المقبل، أو بعد ذلك. وكندا من جانبها ستجري أيضاً انتخابات عامة في أكتوبر. وما زال يتعين عليها إجراء محادثات بشأن الجمارك على منتجات الألبان مع الولايات المتحدة ونيوزيلندا، وحتى إذا عقد الاجتماع الوزاري في سبتمبر فمن غير المرجح أن تقدم كندا تنازلات تؤثر على مزارع منتجات الألبان وأصحابها. وكانت الحكومة اليابانية والأحزاب الحاكمة تعتزم في بداية الأمر تسليم مسودة اتفاق الشراكة عبر الهادي إلى جلسة استثنائية للبرلمان الياباني مقررة في الخريف، ومع تأجيل التوصل إلى اتفاق عام فإن تسليم المسودة إلى البرلمان الياباني سيتأجل على الأرجح. وفي جلسة البرلمان الاعتيادية المقبلة من المقرر أن تضع الحكومة الأولوية للتداول بشأن السنة المالية 2016 من يناير إلى مارس. وقد صرح مصدر حكومي «أعتقد أن المشاورات على مسودة الاتفاق ستعقد في أبريل أو بعد ذلك، والموافقة ستصدر بعد فترة قصيرة قبل انتخابات مجلس المستشارين في الصيف». كونيهيكو هاسو وميوكي يوشيوكا: كاتبان ومحللان سياسيان يُنشر بالتعاون مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»