يطلقون عليها «سويسرا الصينية»، كلا بل إن سويسرا لا تضاهيها. لكن هذه المنطقة تقع شمال شرق الصين، عند قاعدة جبل «تشانجبايشان» على هذا الجانب، واسمه على الجانب الآخر في كوريا الشمالية «بايكدوسان»، حيث دشنت شركات التطوير منتجعاً بمواصفات أوروبية للطبقة المتوسطة المتزايدة في الصين، به مركز مدينة يتزين ببرج الساعة، وفيلات مبنية على شكل «المنازل الخشبية» لينزلق من عليها الجليد الذي يكسو التلال. وعلى عكس بكين، التي فاز عرضها لاستضافة أولمبياد شتاء 2022، فإن «سويسرا الصينية» بها وفرة من الثلوج الطبيعية. وفي الصيف، يأتي الناس إلى مضماري الجولف، اللذين صممهما أحد أشهر لاعبي الجولف في العالم، جاك نيكلاوس، للاستمتاع بعيداً عن حرارة المدن الشديدة. وثمة أحاديث عن إمكانية عقد نسخة صينية من مؤتمر «دافوس» السنوي، في هذا المنتجع، بغية إقامة منطقة عصرية للنخبة الجديدة من رجال الأعمال وأسرهم، بينما يتحدث الرئيس الصيني «شي جينبينج» عن تحقيق «الحلم الصيني»، بجعل الصين مزدهرة وقوية مرة أخرى. وبالنسبة لشريحة كبيرة من سكان البلاد التي تضم 1.3 مليار نسمة، يبدو ذلك مثل الحلم الأميركي، فهم يعملون بجد، ويرون مستويات معيشتهم تتحسن عبر أنماط الاستهلاك المزدهرة، مثل السفر الترفيهي، حيث بات عدد كبير من الصينيين يسافرون إلى الخارج. وعلى الجانب الآخر من المنتجع كوريا الشمالية، لا توجد بنية تحتية باستثناء معسكر تابع للجيش، وبعض النصب التذكارية. وحسب الدعاية الكورية الشمالية، فقد ولد «كيم جونج إيل» في هذه المنطقة تحت ضوء نجم ساطع، وصعد كيم جونج أون إلى قمة الجبل عبر الثلوج منتعلاً حذاءً جلدياً ومعطفاً من الصوف الشتاء الماضي. أما على الجانب الصيني، فتوجد فنادق أميركية، مثل «شيراتون» و«هوليداي إن»، وفي الشارع الرئيسي توجد «بيتزاهات» و«ماكدونالدز» و«كيه إف سي». ويوجد نظام رأسمالي صارم يفرض رسوماً على السياح في كل خطوة على طريق «تشانجبايشان». آنا فيفيلد: كاتبة أميركية يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»