بدأت روسيا دورتها الأولى للألعاب العسكرية الدولية الأسبوع الماضي، وتضم مزيجاً من الرياضات العسكرية المخصصة لإظهار التفوق الروسي، بينما تنافس 16 دولة أخرى، بما في ذلك دول من أبرز مستوردي أسلحتها مثل الصين والهند، وليس من بين المشاركين أي من أعضاء حلف «الناتو». وتتضمن الألعاب «ثنائية الدبابات»، وهي عبارة عن مسار من التحديات ومرمى لإطلاق النيران يشبه رياضة «البياثيلون» الشتوية الشهيرة في دول شمال أوروبا. وفي لعبة أخرى، تتسابق المقاتلات وطائرات الهليكوبتر على أداء أكثر عمليات القصف الجوي دقة. ومن بين الأحداث الأخرى في الدورة «رواد القصف المدفعي»، ومن غير المثير للدهشة، أن روسيا التي ابتكرت معظم الألعاب الـ13 في الدورة، تحتل الترتيب الأول. ودورة الألعاب ليست سوى حلقة في سلسلة الأحداث والاحتفالات المتوالية في روسيا لدعم الجيش منذ أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في مارس الماضي، وتراجع علاقاتها مع الغرب. وقد دعم الرئيس فلاديمير بوتين برنامجاً قيمته 343 مليار دولار لتحديث الجيش الروسي، الذي يُنظر إليه في الداخل على أنه حامي حمى الأمن الروسي من حلف شمال الأطلسي. وقد بدا الجيش الروسي في حالة تأهب شبه دائم خلال العام الجاري، مع تواصل التدريبات العسكرية الضخمة، في ظل تصاعد التوترات مع الغرب بشأن الحرب في أوكرانيا. وهناك بعض التطورات الكبيرة التي طرأت على الجيش الروسي، مثل وحدات القوات الخاصة الروسية «سبيتسناز» المدربة تدريباً جيداً، والتي سيطرت على مطار القرم والبنية التحتية الحيوية الأخرى في مارس الماضي. وفي احتفالات العام الجاري بهزيمة ألمانيا النازية، كشفت روسيا عن دبابة جديدة يمكن التحكم فيها عن بعد، واعتبرتها الأكثر تقدماً في العالم (رغم توقف إحدى الدبابات في أثناء الاحتفال). كما أن هناك عنصر الوعي الإعلامي، فالجيش الروسي عزز علاقاته العامة بهدف تعزيز هيبته الشعبية. ومن المقرر أن يفتتح الجيش متنزهاً وطنياً العام المقبل، ولديه متجر ملابس جديد يبيع أجهزة «آيفون» الذهبية، والسترات الجلدية، كما أطلق محطة «زفيزدا» التلفزيونية، التي تعني «النجم»، وتبث برامج وطنية وتقارير إخبارية من شرق أوكرانيا، وبالطبع تؤيد الانفصاليين الموالين لروسيا هناك. أندرو روث: كاتب ومحلل سياسي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»