لم يستبعد جو بايدن نائب الرئيس الأميركي حتى الآن الإقدام على محاولة ثالثة لخوض انتخابات الرئاسة. ومع اقتراب الموعد النهائي الذي أعلنه بنفسه نهاية الصيف، ظهرت إشارات جديدة تدل على أن الضغط يتصاعد عليه لفعل هذا. وفي الوقت الذي يعيش فيه بايدن حالة حزن عميق بعد وفاة ابنه بيو، تلقى آلاف المكالمات الهاتفية والخطابات والرسائل التي تواسيه وتشد من أزره. وذكر معاونون أن بعض مَن واسوه حثوه أيضاً على أن يرشح نفسه لمنصب الرئيس. لكن حتى الآن يبدو أن بايدن لم يتخذ قراراً بشأن ما إذا كان سيلتفت إلى مناشداتهم. وتحدث هو وأقرب مستشاريه إلى بعض الذين اقترحوا عليه خوض السباق. لكن لا يوجد ما يدل على أنه يتخذ أي خطوات جادة نحو ما قد يكون حملة تحد تحول دون حصول هيلاري كلينتون على ترشيح الحزب الديمقراطي. وتكاثرت التكهنات يوم السبت الماضي عندما تحدث ماورين دود، الكاتب بصحيفة «نيويورك تايمز» عن أن بيو بايدن شجع قبل فترة قصيرة من وفاته في مايو الماضي والده على خوض الانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وكتب دود في عموده أن هانتر الابن الآخر لبايدن يرى أن على والده خوض السباق. وفي يونيو، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن ابني بايدن يريدان أن يخوض أبوهما السباق الرئاسي لعام 2016. والواقع أن بيو بايدين، وهو نائب عام سابق عن ولاية دلاوير، وكان هو نفسه يعتبر نجماً سياسياً صاعداً، لطالما أيّد فكرة أن يخوض والده السباق الرئاسي مرة أخرى حتى رغم تردد بقية أفراد الأسرة. ومدى ما سيحققه بايدن من نجاح أمام كلينتون محل شكوك مع الأخذ في الاعتبار بروز حملتها الانتخابية وأن حملتيه الانتخابيتين في عامي 1988 و2008 كانتا ضعيفتين ولم تدما طويلاً. وذكر أعضاء ديمقراطيون كبار أن بعض المستشارين بدأوا يساعدون هيلاري بالفعل، ومنهم رون كلاين كبير الموظفين السابق لبايدن وأحد خلصائه لفترة طويلة. وأكد مسؤول من حملة هيلاري، السبت الماضي، أن كلاين انضم للحملة. وهؤلاء الذين يحثون بايدن على خوض الانتخابات يجادلون بأن دوره الداعم في إدارة أوباما أضفى عليه المزيد من المكانة والهيبة. وبالإضافة إلى هذا، ينظر إليه باعتباره شخصية موثوقاً بها قادرة على الربط بين كثير من الناخبين لأنه مستعد لأن يظهر مشاعره بشكل مؤلم بعد وفاة بيو ابنه. ويشير مقربون منه إلى أن على بايدن أن يوازن بين احتمال خوض حملة أخرى وبين ما يرى أنها مسؤوليته باعتباره رب أسرة. وبحث بعض الأصدقاء القدامى الخيارات المطروحة أمامه وتوصلوا إلى أنه من الأفضل لبايدن أن يركز جهده تماماً في الأشهر الأخيرة المتبقية في منصبه على عمله وعلى الدور المحتمل الذي يريد الاضطلاع به في السنوات المقبلة. ويعتقدون أن خوض حملة رئاسية قد يفرج عن بايدن بعض الهموم إثر وفاة ابنه، لكنه يعرضه لخطر تبديد ما بناه من رصيد، إذا أديرت الحملة بشكل سيء وإذا عجز عن أن يمثل تهديداً خطيراً لهيلاري. ورغم أن هيلاري هي أبرز المرشحين الديمقراطيين، فإن لها نقاط ضعف تثير قلق كثيرين في الحزب. وأشارت استطلاعات رأي في الآونة الأخيرة إلى أن مستويات تأييدها تنخفض بعد الكشف عن استخدامها حساب بريد إلكتروني خاص، واحتمال أنها ستكون شخصية بعيدة عن الجمهور لا يمكن الوصول إليها. ولا أحد يعرف فيما يبدو، بمن في ذلك المحيطون بنائب الرئيس، ما الذي تعتقده زوجته جيل بشأن خوض حملة رئاسية أخرى. وتعمل أسرة بايدن على الانتهاء من خطط عطلة ستجمع الأسرة برمتها هذا الشهر. ويشير معاونون إلى أنه قد يخوض أفراد الأسرة أول نقاش جدي بشأن ترشحه. ولا يتوقع إعلان أي شيء حتى سبتمبر. ويوم السبت الماضي صرحت كيندرا باركأوف، المتحدثة باسم بايدن، في بيان أُرسل على البريد الإلكتروني، بأن «أسرة بايدن مع مرورها بوقت عصيب، يركز نائب الرئيس على أسرته وينهمك في عمله. وفي الأسابيع القليلة الماضية، عمل نائب الرئيس على اتفاق نووي مع إيران، وسافر عبر أرجاء البلاد لإلقاء الضوء على الأولويات الاقتصادية للإدارة». كارين تومولتي ودان بالز وبول كين- واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»