لاشك أن إنجازات ومكتسبات التنمية الكبيرة التي حققتها الإمارات في مختلف المجالات، كانت مظاهر وأجواء الأمن والأمان من أهم ركائزها، وقد لعبت دوراً فاعلاً وضامناً وحيوياً في مختلف جوانبها، بفضل الله وبفعل سياسات القيادة الرشيدة. ومظاهر الأمان في الإمارات تنال إعجاب وثناء الجميع في الداخل والخارج، وكل من زار الدولة يرى ذلك، بحمد الله، ويلمس على أرض الواقع أن الإمارات واحة أمن وأمان، وأن الاستقرار والتعايش والتسامح والحياة الكريمة والأمانة في جوانبها المختلفة متأصلة هنا منذ البداية في أخلاق المجتمع وثقافته ودينه، ومضمونة أيضاً في الإمارات دولة القانون بوجود مؤسسة أمنية وفعالة وأمينة على إنفاذه بعدالة وأمانة وحزم. ولاشك أن المثال الأخير في تحويل عناصر الخلية الإرهابية الذين سموا أنفسهم «مجموعة شباب المنارة» أوضح دليل على يقظة الأجهزة الأمنية والشرطية بالدولة، وضمانها لتحقيق أعلى معدلات الأمن والأمان والسلامة للجميع من خلال كشف تلك الخلية الإرهابية، وإحالتها للمحكمة الاتحادية العليا ليأخذ العدل مجراه. ونقول لهم لن تفلح أيادي الغدر التي خططت لإلحاق الضرر بالوطن، انطلاقاً من أوهامهم ومعتقداتهم التكفيرية المنحرفة المتطرفة. والأجهزة الأمنية بالدولة تعمل كدرع حصين أمين وسد منيع ضد كل من تسوّل له نفسه الغدر والتآمر على أمن وأمان هذا الوطن. ومنذ بواكير تأسيس العمل الشرطي في الدولة قبل قيام الاتحاد وإلى الآن يرتبط الناس على هذه الأرض مع رجال الشرطة بعلاقات ودية متميزة ليس لها مثيل في مختلف بقاع الأرض حيث تمثل شخصية رجل الشرطة في هذا المجتمع رمز الثقة والمصداقية، والساهر على أمن الناس، والملجأ لهم في مختلف ظروفهم، وعنوان النجاح والريادة المعرفية والعلمية، في مجاله.. وهو الأمين على إنفاذ القانون بأنبل وأفضل طريقة، ولو تشاجر رجلان، افتراضاً، في أحد الأماكن العامة، سيكونان على ثقة تامة أنهما لو لجآ إلى رجل الشرطة فسيعيد لكل ذي حق حقه بالإنصاف الكامل، بغض النظر عن لونه أو جنسه أو عرقه. لقد بلغت نسبة رضا المتعاملين مع الأجهزة الشُّرطية في الدولة مستويات قياسية، وفي ضوء رقي أداء هذه الأجهزة وما تحظى به من ثقة ودعم من القيادة الرشيدة، فمن الطبيعي جداً أن يسود المجتمع الأمن والأمان، والشعور بالرضا والراحة والاستقرار.. ولم تكتف الأجهزة الشرطية بإرساء دعائم الأمن في المجتمع فحسب، بل تجاوزت ذلك بكثير، فأسست الشرطة المجتمعية التي تقوم بدورها البارز في الجوانب الاجتماعية المختلفة التي بدأت مكافحة الجرائم بالوقاية الأولية التي تمنع وقوعها من الأساس.. وقد تطور العمل الشرطي بشكل ملحوظ وحافظ بشكل كبير على العلاقة المتميزة التي يرتبط بها مع المجتمع بجميع شرائحه وأفراده.. فرجال الشرطة في السابق يعرفون جيداً السكان بأسمائهم وألقابهم، وقد ارتبطوا بهم بعلاقة وثيقة، واليوم يعرفون المجتمع بعدد المبادرات المجتمعية التي قدمتها الشرطة، كما أن توسيع نطاق العمل الشرطي وتطوير وتحديث أدائه جعلته يصل إلى مفهوم أوسع وأشمل من مجرد الحفاظ على الأمن والأمان بل تعدى ذلك ليعمل من أجل الحفاظ على الأسر وهي تعيش في بيوتها من دون أية مبالغة، والمساهمة بفاعلية وإيجابية في حماية كل مكتسبات التنمية. وبفعل جهود رجال أجهزتنا الشُّرطية، وما يتحلُّون به من روح التفاني والإخلاص، وقيم البذل والعطاء، والصدق مع النفس ومع الوطن، والانتماء والولاء للقيادة الرشيدة، أصبحت الإمارات، وستبقى بإذن الله، واحة أمن وأمان واستقرار، وصارت مثالاً يحتذى لجميع دول العالم، رغم أن خبرتها في العمل الشرطي، بمعايير الزمن، أقل بكثير من بعض كبريات الدول المتقدمة، إلا أنها تفوقت على الكثيرين وأصبحت مدرسة ينهل من علومها وخبرتها جميع من يريد أن يحقق الأمن والأمان ومجتمع الرفاه والاستقرار في بلاده.