تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة تجربة رائدة في مجال تمكين المرأة والنهوض بها على المستويات كافة، حتى أصبحت نموذجاً يُحتذى به لدول كثيرة في المنطقة والعالم، تسعى للاستفادة منه في تعزيز واقع المرأة وتفعيل دورها في المجتمع. وأحدث الشهادات الدالة على ذلك، هو حصول دولة الإمارات العربية المتحدة على المرتبة الأولى عربياً في تمكين المرأة، وفقاً للتقرير السنوي لمؤسسة المرأة العربية لعام 2014، الذي أشاد بالنهج الذي تتبعه الدولة في تمكين المرأة في المجالات كافة، خاصة الجانب السياسي، حيث أشار التقرير إلى أن نسبة حضور المرأة الإماراتية في عضوية «المجلس الوطني الاتحادي» 22% لتشكل أعلى نسبة في البلدان العربية وللسنة الثالثة على التوالي. كما أشار التقرير إلى زيادة عدد الوزيرات من اثنتين إلى أربع وزيرات. وتقوم الإمارات بخطوات ثابتة نحو إفساح مزيد من المجالات أمام المرأة، خاصة في مجال القضاء والسلك الدبلوماسي، وازدياد عدد النساء المنخرطات في إطار سيدات الأعمال. وهذه ليست المرة الأولى التي تحقق فيها دولة الإمارات العربية المتحدة هذه المكانة المتقدمة في المؤشرات والتقارير التي تقيّم مكانة المرأة في دول المنطقة والعالم، حيث سبق أن تصدّرت «مؤشر احترام المرأة عالمياً»، في الحفاظ على كرامتها وتعزيز مكانتها، وفق نتائج تقرير مؤشرات التطور الاجتماعي في دول العالم، الصادر عن مجلس الأجندة الدولي، التابع لـ«المنتدى الاقتصادي العالمي» لعام 2014، الذي صدر في شهر نوفمبر الماضي. كما حصلت على المركز الأول في «مؤشر تقليص الفجوة بين الجنسين على مستوى دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا»، وفقاً للمؤشر العالمي للفجوة بين الجنسين لـ«المنتدى الاقتصادي العالمي» لعام 2013. كما تم انتخاب الإمارات لعضوية المجلس التنفيذي لهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة لمدة ثلاث سنوات بدأت مع مطلع عام 2013 حتى عام 2015، الأمر الذي يجسّد في دلالاته تزايد الثقة الدولية بتجربة الإمارات في تمكين المرأة على المستويات كافة. إن ريادة التجربة الإماراتية في تمكين المرأة لم تأتِ من فراغ، وإنما هي نتيجة لمجموعة من العوامل والمقومات الرئيسية، أولها إيمان القيادة الرشيدة المطلق بدور المرأة في نهضة المجتمع وتطوره، حيث يحرص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على تعزيز دور المرأة في المجتمع، والارتقاء بقدراتها ومهاراتها لتكون قادرة على المشاركة الوطنية في المجالات كافة، على أساس أن ذلك هو جوهر مرحلة «التمكين» التي تستهدف تعظيم مشاركة كل فئات المجتمع الإماراتي في مسيرة التنمية، وفي مقدمتها المرأة. ثانيها الجهود المتميزة التي قامت وتقوم بها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لـ«مؤسسة التنمية الأسرية»، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات»، في دعم المرأة الإماراتية ودفعها إلى الأمام في المجالات كافة. ثالثها وجود إطار دستوري وقانوني شامل، داعم للمرأة، حيث سبقت الإمارات الكثير من دول العالم بالإقرار في الدستور على المساواة بين المرأة والرجل وتمتعها بالحقوق والواجبات نفسها، بما في ذلك حق العلم والعمل والحصول على الأجر المتساوي مع الرجل وحق التملك وإدارة الأموال والأعمال، وغيرها من المكاسب التشريعية التي تكفل حقوقها الدستورية. رابعها القيم الإيجابية للمجتمع الإماراتي التي تشجع على مشاركة المرأة في الشأن العام، حيث يتميز مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة بالانفتاح والاعتدال والوسطية والبُعد عن التطرف أو التعصب، بما يسمح للمرأة بشغل الوظائف والمناصب القيادية من دون أي حساسية. وخامسها قدرة المرأة الإماراتية على إثبات ذاتها في المواقع التي شغلتها وتشغلها على مختلف مجالات العمل الوطني، وهذا ما زاد من ثقة القيادة الرشيدة بها وبدورها الذي تقوم به والذي يمكن أن تضطلع به في تعزيز مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية