خلال الأعوام القليلة الماضية، تراجع نمو تكاليف الرعاية الصحية في الولايات المتحدة، وهذه أخبار جيدة بالنسبة للموازنة الفيدرالية الأميركية، ولمن منا يحصلون على رعاية صحية من حين لآخر. لكن لسوء الحظ، يتوقع باحثون من مركزي «خدمات الرعاية الطبية» و«المساعدات الطبية»، أن هذه الأنباء السارة قد انتهت. ومع تقدم السكان في العمر، وتعافي الاقتصاد، وتوسيع نطاق التغطية الصحية، يتوقع الباحثون نمو تكاليف الرعاية الصحية بمتوسط 6? خلال العقد المقبل. بيد أن هذه ليست كلها أنباء سيئة، لأن تقدم السكان في العمر يعني أنهم يعيشون لفترة أطول. وسيمنحنا التعافي الاقتصادي مزيداً من الدخل يمكننا من تحمل ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية. ومن المفترض أن الأشخاص المدرجين حديثاً في قوائم التأمين الصحي سعداء أيضاً بذلك. لذا، ليس هناك ما يدعو للغضب من مثل هذه الأخبار. لكنها في الوقت ذاته تسلط الضوء على النقاش الدائر حول أسباب انخفاض معدلات نمو النفقات الصحية خلال الأعوام الماضية. ويعتقد مؤيدو «أوباما كير» أن لديهم الإجابة وهي: «أوباما». ووجهة نظرهم أن إدارته اتخذت كثيراً من الإجراءات الجيدة فيما يتعلق بقوانين الرعاية الصحية، وفي النهاية ها هي التكاليف بدأت تتراجع. لكن هذه لم تكن أبداً رواية مقنعة، فنمو التكاليف أخذ في التراجع أثناء إدارة بوش. وانخفضت كثيراً في عام 2008، ثم استقر معدل نموها عند 3.5 و4? منذ 2009. وستبدأ الآن الارتفاع نحو 6? خلال الأعوام العشر المقبلة. وعليه، أعتقد أن أفضل التفسيرات تعتمد على عاملين: الأول هو التراجع الاقتصادي الناجم عن الأزمة المالية العالمية، والثاني هو تراجع معدلات الابتكار التكنولوجي. وبالتالي، لا يوجد لدى الأطباء كثيراً من الأشياء الجديدة التي يمكنهم فعلها، وعندما نصبح أكثر فقراً، لا يمكننا تحمل نفقاتها على أية حال. وبناءً عليه بدأ نمو تكاليف الرعاية الصحية في الهبوط. يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»