أقدم موقع «ريال كلير ساينس» على خطوة مهمة هذا الأسبوع حين كشف عن التحيز السياسي للمشاركين فيه، وخضع كل مشارك لاختبار سياسي دون الكشف عن الهوية ونشرت النتائج على الموقع. لا عجب أن يكون المشاركون في موقع للتكنولوجيا أكثر ميلا لليبرالية، بل الشيق في الأمر أن المحررين شعروا بالحاجة إلى الخروج بإجابة مبتكرة عن الفكرة التي تتزايد انتشارا بشأن أن الأنباء والتحليلات دائما ما تكون متحيزة، ووصلنا إلى مرحلة لا يتوقع فيها أي شخص تقريبا تغطية غير متحيزة، وفي عمليات المسح السنوية لمركز جالوب على سبيل المثال، تراجعت نسبة الخاضعين للمسح الذين يعتقدون أن لديهم قدرا كبيرا أو كثيرا من الثقة في الصحف أو الأخبار التليفزيونية إلى مستوى قياسي منخفض، وفي مايو 2015، توصل مسح مركز «راسموسن» إلى أن 61 في المئة من الخاضعين للمسح لا يثقون في الحياة السياسية في قفزة بمقدار 16 نقطة عن أكتوبر. ولم يتوقع تغطية غير متحيزة إلا 23 في المئة فقط للسباق الرئاسي عام 2016. والناس لا يصدقون فحسب أن وسائل الإعلام متحيزة، بل يعتقدون أن التحيز متعمد، ووفقاً لمسح نشره الشهر الماضي معهد نيوزيوم، لا يصدق إلا 24 في المئة من الخاضعين للمسح أن الصحفيين «يحاولون تغطية الأنباء دون تحيز»، وهو أدنى معدل في 11 عاما أجري فيها المسح، والشكوك أكبر وسط الشباب، ففي دراسة نيوزيوم لم يوافق إلا سبعة في المئة من الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً أن وسائل الإعلام تحاول أن تغطي الأحداث دون تحيز. لكن تحديد حجم التحيز صعب، وهو يمثل إلى حد كبير إحدى ظواهر السوق، فنماذج استهلاك الأخبار تعكس التفضيلات السياسية، فالليبراليون ينجذبون نحو مصادر الأخبار التي يُعتقد أن تحيزاتها ليبرالية والمحافظون ينجذبون إلى المصادر التي يُعتقد أن تحيزاتها محافظة. فالمتحزبون يسعون للاطلاع على ما يوافق وجهات نظرهم الثابتة، وأجرت الباحثة «نتالي جوميني سترود» من جامعة تكساس تجربة تُرك فيها الخاضعون للتجرية دون أن يعلموا أنهم موضع مراقبة في غرفة انتظار وأمامهم طائفة من الموضوعات للقراءة، ومن المتوقع أن المجلات السياسية عندما تكون متاحة فإن الخاضعين للدراسة يختارون الاطلاع على تلك التي توافق ميولهم، كلما تكاثرت الأصوات المتنافرة زادت رغبتنا في عدم سماع إلا من يتفقون معنا، وهذه النتيجة تثير قلق الذين يؤمنون بالديمقراطية القائمة على القرارات المدروسة، وأيضاً الناخبين الذين يتخذون قراراتهم بناء على معلومات. ستيفن كارتر: أستاذ القانون في جامعة «يل» ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»