يعتبر «آرثر بروكس» ليبرالياً «بوهيمياً»، بدأ حياته العملية كعازف متجول لآلة البوق الفرنسية، قبل أن يحصل على درجة الدكتوراه ويصبح أستاذاً جامعياً. ويترأس الآن معهد «إنتربرايز» الأميركي، وهو منظمة بحثية نافذة. وألف «بروكس» كتاباً بعنوان «القلب المحافظ»، أكد فيه أن كثيراً ممن يتقاسمون معه فكره السياسي وضعوا هذا القلب في غير موضعه، بينما كان ينبغي أن يصبح أساساً لنجاح الولايات المتحدة. ويحتفي المؤلف بالمذهب المحافظ كما ينتقده، ويدعو إلى منهج متفائل يرتكز على الأشخاص، ويربط القيم الأخلاقية للعمل والأسرة والإيمان بالقيم الاقتصادية للمؤسسات الحرة وريادة الأعمال والحكومة المحدودة. وكل هذه أمور تبدو مألوفة، باستثناء تأكيد «بروكس» أن المحافظين، يمكنهم أن يبلوا بلاء حسناً في مساعدة الفقراء كي يتخلوا عن الاعتماد على الحكومة. ويشدد على ضرورة العمل والمسؤولية الشخصية والحاجة إلى «شبكة أمان ملائمة». وربما سيختلف معه الليبراليون في كثير من مفاهيمه وتفسيراته، لكن الرجل وكتابه لافتان ومستفزان ويسترعيان الانتباه. وهدفه هو جعل «المذهب المحافظ» مفعماً بـ«التفاؤل والفرحة». ويزعم أن «حرب الديمقراطيين على الفقر قد فشلت»، رغم أن معدلات الفقر تراجعت بصورة حادة خلال الأعوام الأربعة التي أعقبت القانون الذي سنّه الرئيس الديمقراطي «ليندون جونسون» عام 1965. والنموذج الذهبي من وجهة نظر «بروكس» هو «ريجان»، بسبب سياساته وتفاؤله. ولم يتوقف كثيراً عند إدارات بوش الأب والابن في كتابه «القلب المحافظ». وعندما أشار إلى أن الأداء في سنوات «كلينتون» تجاوز عصر «ريجان» من حيث النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل، أجاب «بروكس» بأن الظروف الاقتصادية ليست ثابتة دائماً، وبأن ريجان هو من وضع الأساس لـ«نجاح بيل كلينتون». وحضر «بروكس» مؤخراً حلقة نقاشية حول الفقر في جامعة «جورجتاون» مع الرئيس أوباما. ويؤكد «بروكس» إعجابه بالرئيس، وباهتمامه الكبير بالفقر. يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»