ساركوزي منظِّراً في تونس.. وأوباما مستكشفاً في أفريقيا ليبراسيون نشر الكاتب «ماتيو غالتييه» مقالاً في صحيفة ليبراسيون تحت عنوان: «في تونس، ساركوزي بين الشفقة والسياسة» تحدث فيه عن زيارة الرئيس الفرنسي السابق لتونس، هذا الأسبوع، وحديثه المثير للجدل هناك، عن إنجازات عهده، ومحاولة تقديم نفسه باعتباره الرئيس المحتمل، المنتظر، الذي يستطيع، لو عاد لقصر الأليزيه مرة أخرى، إيجاد حلول جذرية لمشكلات دول حوض المتوسط في مواجهة تحديات الهجرة والإرهاب، وأيضاً الأزمات النقدية، وسوى ذلك كثير. وقد انتهز فرصة الحديث في تونس للدفاع خاصة عن تدخله في ليبيا، التي تعاني الآن من الفوضى والعنف وقد «تركها المجتمع الدولي تسقط»! وعبّر عن دعمه لتونس «المحشورة بين الجزائر وليبيا»! كما أوحى أيضاً بأنه لو كان في السلطة لأوجد حلاً لأزمة اليونان النقدية بخُمس المبلغ المالي الذي تم توفيره لها حتى الآن، لأن ذلك كافٍ حسب رأيه، في نقد ضمني لسياسات الرئيس فرانسوا أولاند، التي لم تتمكن في النهاية من تحقيق هذا الهدف. وباختصار شديد فزيارة ساركوزي لتونس، وخطابه هناك، يدخل في سياق سياسي شبه مكشوف هو رغبته العارمة في العودة إلى السلطة في فرنسا من جديد، ولذلك يريد انتهاز أية فرصة للحديث عما يعتبره نجاحات سياسية حققها كتدخله في ليبيا، وإنشاء الاتحاد من أجل المتوسط، الذي يرى أنه يحمل الحلول لجميع مشكلات تونس، وضفتي البحر المتوسط معاً، وهذا شيء جيد.. ولكن من يصدِّق؟ لوموند نشرت صحيفة لوموند أول من أمس، الجمعة، افتتاحية بعنوان: «حوكمة اليورو ومصداقية فرنسا»، قالت في مستهلها إن ثمة الآن اتفاقاً بين كل المراقبين، يلامس حدود الإجماع، على أن منطقة اليورو تعاني من سوء التسيير والتدبير والحوكمة لشؤونها، وقد زادت الأزمة النقدية اليونانية الراهنة بروز ذلك بشكل حاد، وخاصة الآن مع افتتاح مسار التفاوض في أثينا حول المخطط الثالث لمساعدة اليونان. وفي مواجهة تحديات من هذا الحجم لاشك أن تجاوز مرحلة التشخيص إلى إيجاد العلاج عملية صعبة، وأصعب منها أن تقترن الأقوال بالأفعال. ومنذ شهرين يتبادل الألمان والفرنسيون المقترحات حول سبل تحسين أداء منطقة اليورو، وخاصة أنه لا أحد يريد في النهاية رؤية انهيار مكسب العملة النقدية أو تراجع سقف المشروع الأوروبي. ولكن المشكلة هي عودة النزعات الأنانية الوطنية منذ القمة الأوروبية في 13 و14 يوليو الجاري حول المسألة اليونانية. وتذهب الصحيفة إلى أن حكومة ألكسيس تسيبراس، في أثينا، تتحمل هي أيضاً جزءاً من المسؤولية عن الحال الصعب الذي تأدت إليه أزمة بلادها، وخاصة بعد توقيعها على اتفاق غير قابل، عملياً، للتطبيق أو التنفيذ على أرض الواقع، كما أنه لا يستبعد أيضاً، بشكل قاطع، هاجس احتمال خروج اليونان مستقبلاً من منطقة اليورو. وفوق هذا يقول معظم الخبراء الاقتصاديين: إن الاتفاق سيدفع اليونان في أتون كساد اقتصادي. وما كانت أثينا لتجد نفسها في مواجهة خيار الإذعان، ومواجهة التحديات الاقتصادية الصعبة المترتبة عليه، لو كانت بيد منطقة اليورو كلها حلول وسياسات فعالة، قادرة على توفير مظلة اقتصادية حامية لكافة دولها، وحاملة لجميع اقتصادات أعضائها، وقادرة على تعويم كل من يشارف على الغرق، لا أن تتركه لمصيره، أو تغرق معه! وفي مقال ثانٍ حول سبل احتواء جموح الأزمة المالية اليونانية قالت لوموند أيضاً: إن كثيرين سعداء الآن بتوقيع اتفاق اليونان الجديد، وتفادي خروجها من منطقة اليورو وانهيار الاتحاد النقدي، وعدم وقوع أسوأ السيناريوهات عموماً، إلا أن هذا ينبغي أيضاً ألا يجعلنا ننسى السؤال المطروح بقوة: بأي ثمن تم تفادي وقوع ذلك؟ هنا تصعب مقاومة إغراء الاتفاق مع وصف «الشبيجل» الألمانية للاتفاق بأنه «كاتالوج من التدابير القاسية» فرضت على اليونان، وهو يشكل «تراجعاً للمشروع الأوروبي». ولذا يبدو من المفهوم تماماً ذلك الغضب العارم الذي أبداه آلاف اليونانيين الذين شعروا بأن أصواتهم الانتخابية قد جرى سحقها والالتفاف عليها، في النهاية. لوفيجارو علقت صحيفة لوفيجارو، أول من أمس، الجمعة، على زيارة الرئيس أوباما، هذا الأسبوع، للقارة الأفريقية، وتحديداً كينيا، موطن أبيه، مؤكدة أن ضغوط وتعقيدات الملفات والقضايا الآسيوية والأوروبية، وتزايد الخصومات مع الصين وروسيا، وتفاقم الاضطرابات في الشرق الأوسط، كل هذا حرم الرئيس الأميركي من فرص إبداء مزيد من الاهتمام بشؤون القارة السمراء. ويكاد تاريخ علاقة أوباما بالقارة الأفريقية يكون كله مجموعة من الفرص المهدورة. ومع هذا فقد زار الرئيس الرابع والأربعون للولايات المتحدة كينيا مرتين في السابق، قبل أن يدخل أصلاً البيت الأبيض. وقد تكشّف البحث عن الهوية والتعلق بالجذور عن آمال لدى بعض القادة الأفارقة برؤية تغيرات جذرية في العلاقات الأفريقية الأميركية، واجتاحت القارة حالة «أوبامانيا» عارمة، بحسب ما يقول أحد الخبراء من جمهورية جنوب أفريقيا. وانتظر كثيرون عودة قوية لأميركا، مختلفة، ولكن كل هذه الآمال ذوت بسرعة، على المسرح العالمي بما فيه القارة السمراء. ولكن منجز اهتمام أوباما بأفريقيا واستكشافه لفرصها كان محدوداً للغاية باستثناء زيارة لغانا وأخرى لمصر في 2009 وثالثة لتنزانيا، وأيضاً السنغال وجنوب أفريقيا في 2011، وفوق ذلك لم يترك له صخب وإلحاح أزمات القارات الأخرى ترف إبداء قدر أكبر من الاهتمام بالقارة الأفريقية. إعداد: حسن ولد المختار