من الملامح البارزة لاتفاق أوباما مع إيران هو أن العديد من اليساريين قد هللوا لهذا الاتفاق. وفي حين أنهم يفهمون أن الاتفاق يسمح لإيران، التي أصبحت مصدراً أكبر للتهديد، بالحصول في نهاية الأمر على أسلحة نووية، فإنهم يقولون إن البديل الوحيد هو الحرب. ويضيفون أن العملية على الأقل قد تباطأت وأن النظام ربما يصبح صديقاً للولايات المتحدة بمرور السنوات. ومن المهم أخذ هذه الاتجاهات في الاعتبار لأنه، في النهاية، لم تكن فقط أوجه القصور في قيادة أوباما أو السعي لترك إرث هي التي أعطتنا هذه الصفقة التي تشارك بها خمسة دول أخرى. لقد كانت عقلية ليبرالية واسعة النطاق والتي تساوي بين الواقعية ذات العقلية الصعبة والغباء المتشدد وتنسى في أحيان كثيرة كيف أن الضغط بشدة يجعل الطرف الآخر يحطم الجدران. إن أوباما سيكون خارج منصبه في غضون عام ونصف، لكن طريقة تفكيره الحالمة ستظل تسعى إلى النفوذ من خلال الآخرين. والخطر الذي مثله هؤلاء الآخرون واضح في هذا الاتفاق الذي يقول إن إيران بإمكانها الاستمرار في برنامجها النووي، ما يعني أن بإمكانها تصنيع أسلحة نووية يوماً ما. والضمانات التي ستمنع ذلك ستزول في غضون 10 – 15 عاماً، ولن تصل إلى ذلك الحد، على أي حال. ويعد «هنري كيسنجر» و «جورج شولتز»، وكل منهما وزير خارجية سابق، من بين هؤلاء الذين يشيرون إلى الصعوبات الجسيمة في تنفيذ عمليات التفتيش التي ترصد بشكل مؤكد وجود انتهاكات أو تنفيذ عقوبات تتطلب تعاوناً دولياً سيكون من الصعب الحصول عليه لأسباب كثيرة. وعلى رأس هذه الأسباب أن الاتفاق سيزود إيران على الفور بمبلغ 150 مليار دولار، مع السماح بمبيعات النفط بقيمة تزيد على المليارات. ولا شك أن إيران ستستخدم هذه الأموال لتهدئة المواطنين المتعثرين اقتصادياً مع الاستمرار في بناء سلطتها وتمويل الإرهاب. ومن ناحية أخرى، فإن الاتفاق سيمكن إيران من الحصول في نهاية الأمر على الصواريخ الباليستية القادرة على الوصول إلى شواطئنا. فهل هي صديق جديد محتمل؟ لقد كانت إيران عدواً صريحاً لا يتزحزح منذ عام 1979 عندما أخذت 52 أميركيا كرهائن. وهي الآن لديها رهائن جدد في حوزتها. كما لعبت دوراً في مقتل مئات من الجنود الأميركيين في العراق. وحتى بعد أن اتفق المفاوضون على صفقة تحتضن إيران، فقد اجتمعت الحشود الإيرانية لتهتف «الموت لأميركا»، وتعهد المرشد الأعلى آية الله خامئني بعدم التعاون مع الولايات المتحدة في أي شيء بخلاف الاتفاق. جاي أمبروز ــ ــ ـ ـ ــ ـ محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «تريبيون نيوز سيرفيس»