لابد أن سجناء الحرب السابقين أرضاهم احتشاد الجمهوريين في استنكار وصف دونالد ترامب لجون مكين، سجين الحرب السابق، بأنه ليس بطلا. فقد انطلق السناتور الجمهوري والمرشح لانتخابات الرئاسة الأميركية ماركو روبيو يدافع عن مكين. ورأى روبيو أن تصريحات ترامب «عبثية.. ومهينة وسخيفة». وأصدرت اللجنة الجمهورية القومية بياناً يحمل روحاً مشابهة جاء فيه أن «السيناتور مكين بطل أميركي لأنه خدم بلاده وضحى بأكثر مما يستطيع معظم الناس أن يتخيلوا. لا جدال. لا مكان في حزبنا لتعليقات تقلل من شأن الذين خدموا البلاد بشرف». لكن دعنا ننظر الآن إلى رد فعل الجمهوريين على وصف ترامب للمهاجرين المكسيكيين بأنهم «مغتصبون» ومجرمون. فقد وصف عمود بصحيفة «يو. إس. أيه. توداي» ردهم على هذه القضية بأنه «الصمت المخجل للجمهوريين على ترامب». وأثبت جيب بوش حاكم ولاية فلوريدا السابق أنه أشجع المرشحين الرئاسيين في الرد على تعصب ترامب الأعمى. لكن معظم المتسابقين على ترشيح الحزب الجمهوري لخوض السباق الرئاسي تركوا تصريح ترامب دون تعليق لفترة من الوقت على الأقل. من الجيد أن يستنكر الجمهوريون ترامب لإهانته مكين. لأن هذا رد فعل ملائم على تصريح جارح. لكن أنهار الإدانة التي تتدفق الآن تناقض تماماً تململ الجمهوريين الشبيه بالطفولي بعد أن أهان ترامب المكسيكيين ومعهم نحو 10? من السكان الأميركيين من ذوي الأصول المكسيكية. ومن الصعب معرفة إلى أي مدى يعتبر الهسبانك ترامب ناطقاً باسم الحزب الجمهوري. وإذا كانوا يميزون فلن يتضرر الجمهوريون كثيراً من سلوكه. لكن هامش الخطأ في الخلط بين الجمهوريين والهسبانك صغير للغاية. من الرائع أن يجد قدامى المحاربين الحزب الجمهوري يدافع عن واحد منهم. فليحيى مكين. لكن الناخبين الهسبانك قد يودون أن يروا الحزب يُظهر نفس الغضب من أجلهم. وهذا ما لم يحدث بعد. فرانسيس ويلكنسون: محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»