تولي دولة الإمارات العربية المتحدة قضية التعليم اهتماماً كبيراً، حيث تراهن دوماً على أن الاستثمار في التعليم هو أفضل استثمار للمستقبل، باعتباره قاطرة النمو والتقدم، وهذا ما عبّر عنه بوضوح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، مؤخراً، لدى استقباله في قصر البطين الطلاب المتفوقين الحاصلين على المراكز الأولى في الصف الثاني عشر على مستوى الدولة. حيث أكد سموه أن التعليم هو الركيزة الأساسية للتطور الحضاري والإنساني، وأكد أهمية ترسيخ قيم التميز والتفوق في المنظومة التعليمية، مشيراً سموه إلى «أن التعليم في دولة الإمارات يحظى بعناية ودعم كبيرين من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله»، وأضاف سموه مخاطباً الطلاب، أن «صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، يحرص على متابعة التعليم باستمرار، كونه أحد العوامل الرئيسية في تأهيل الكوادر الوطنية، وخاصة من أمثالكم من المتفوقين، الذين نعول عليهم في مواصلة رحلة البناء والتقدم والتطور في المجالات الحيوية كافة في الدولة». وفي السياق ذاته، شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الأسبوع الماضي المحاضرة التي ألقاها الدكتور «أندرياس شلايشر»، مدير التعليم والمهارات والمستشار الخاص للأمين العام لـ«منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية» للسياسة التربوية، الذي أكد خلال المحاضرة «أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعد واحدة من الدول العشر الأولى، ضمن الـدول الـسبعين على مستوى العالم، التي تمكنت من تحقيق تقدم كبير في مجال تطوير التعليم، متفوقة بذلك على الكثير من الدول المتقدمة»، كاشفاً عن أن توفير التحسينات وخطط التطوير التي أجرتها الإمارات على منظومتها التعليمية منذ عام 2010 حتى الآن، تنطوي على مردود اقتصادي مهم وتدعم خطط التنمية الشاملة. إن استراتيجيات تطوير التعليم في الإمارات، تعكس بجلاء الاهتمام الاستثنائي الذي توليه الدولة للاستثمار في العنصر البشري لتمكينه من مواكبة متطلبات التنمية الشاملة، فاستراتيجية وزارة التربية والتعليم للأعوام (2010-2020)، تسعى للارتقاء بالتنمية الطلابية والتحصيل العلمي، من خلال تحقيق التوازن بين مكونات المعرفة والمواد الدراسية في العلوم والرياضيات واللغة الإنجليزية، وتقديم نظام تعليمي يتوافق مع معايير التعليم المتطور ويواكب تطورات سوق العمل المستقبلية. كما تستهدف استراتيجية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للسنوات (2014-2016)، الإسهام في بناء مجتمع المعرفة وتعزيز قدرات البحث العلمي والابتكار، وصولاً إلى رؤية الوزارة في تحقيق الريادة في التعليم العالي والتنافسية العالمية في البحث العلمي، كإحدى الخطوات تجاه تحقيق «رؤية الإمارات 2021». وفي السياق ذاته تسعى استراتيجية «مجلس أبوظبي للتعليم» لتطوير التعليم خلال الفترة (2013-2017)، لتحقيق أهداف «الرؤية الاقتصادية 2030 لإمارة أبوظبي»، الهادفة إلى تحويل اقتصاد الإمارة إلى اقتصاد منتج وقائم على المعرفة. وتولي مرحلة التمكين، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، اهتماماً كبيراً للتعليم، باعتباره المدخل الرئيسي للتنمية الشاملة والمستدامة، والطريق نحو اقتصاد المعرفة، ولهذا تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة في ظل هذه المرحلة، على توفير بيئة تعليميّة تستوفي أرقى المعايير العالمية، وتوفير نظام تعليمي وطني رفيع المستوى، يربط الطالب بمجتمع المعرفة، ويؤدي في الوقت ذاته إلى تكوين قاعدة من الكوادر المواطنة المتخصصة في المجالات النوعية الدقيقة، والقادرة على التعامل مع التطورات المتسارعة التي يشهدها عالم اليوم في مجال التكنولوجيا وثورة المعلومات، وتطويعها لخدمة أهداف مجتمع المعرفة. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية