يواظب بعض المراقبين الفطنين على القول: إن انتخابات ولاية ايوا «يجب أن يفوز بها» سكوت ووكر. وهذا الإجماع يقع بمكان ما بين المبالغة والخطأ. ولإثبات ذلك، دعونا ننظر في نموذجين لكيفية اختيار المرشحين الرئاسيين. أحد هذين المسارين يعود لسبعينيات القرن الماضي، عندما كان اجتذاب الناخبين في ولاية ايوا ونيو هامبشاير وغيرهما من الولايات المبكرة هو المفتاح. فقد كان الأداء الحسن هناك يولد زخماً ودعاية، ما يؤدي لانتصارات لاحقة. في عام 1976، وصل جيمي كارتر، الذي لم يكن معروفاً على الصعيد الوطني، إلى المركز الثاني وراء مندوبين غير ملتزمين في انتخابات الحزب الديمقراطي في ولاية ايوا. لكن الدعاية اللاحقة قفزت به إلى موقع الصدارة في أماكن أخرى. وفي عام 1984، كان «جون جلين» هو المنافس الأكبر لـ«والتر مونديل» في السباق الديمقراطي حتى سحقه الأخير في ولاية ايوا. وفي نفس الوقت، أنهى «جاري هارت» المركز الثاني بفارق كبير لمونديل لكنه كان أفضل من المتوقع، وتعاملت معه الصحافة باعتباره الفائز. واستمر هارت ليسجل مفاجأة في نيوهامبشاير وكاد ينتزع الترشيح من منوديل. وفي عام 1992، أعلن بيل كلينتون نفسه «الطفل العائد» المنتصر، رغم خسارته أمام «بول تسونجاس» في الانتخابات الأولية في نيو هامبشاير. وإذا كانت وسائل الإعلام تقول إن ووكر يجب أن يفوز في ايوا، فهل تحذفه إذا جاء في المركز الثاني أو الثالث؟ أما النموذج الثاني للترشيحات الرئاسية، فيتمثل في الجهات الفاعلة للحزب، والحملات والمهنيين المنظمين، علاوة على مسئولي الحزب والنشطاء والمانحين وجماعات الضغط. ووفقاً لنظرية «هذا الحزب يقرر»، فالمهمة الرئيسية للانتخابات الأولية لا تتمثل في اختيار مرشح، ولكن إعطاء الجهات الفاعلة في الحزب معلومات حول ما إذا كان المرشح أو المرشحون يروقون للناخبين. وفي حالة ووكر، فمن غير المرجح أن الجمهوريين سيشعرون بالقلق حول أدائه في ايوا. جوناثان بيرنشتاين: محرر السياسة الأميركية في «بلومبيرج فيو» ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»