?كل يوم نفاجأ في عالمنا العربي بأشخاص نكتشف أنهم مزيفون، خدعوا العالم بكلامهم المنمق البعيد عن الواقع وعن حاجات الناس، ويوم السبت الماضي فاجأنا فهمي هويدي، الذي يعرف نفسه بالمفكر الإسلامي، بمقال في إحدى الصحف المصرية، مليء بالسم، وليس فيه دسم، ولا يحتوي إلا على مرتجعات الإخوان وما يتداولونه، وقد حاول في مقاله ذاك الإساءة للإمارات، والضرب في أبوظبي، وزرع الفتنة بين أبناء الدولة الواحدة، والتشكيك في منطلقات هذا الشعب .. ويبدو أن المتفكر العتيد قد تفكّر متأخراً، ووصل إلى فكرته "العبقرية" بعد أن انفضّ السامر، لذا لم يكن لكلامه أي قيمة، أو معنى، غير أنه كشف عن سطحيته وأخرج ما في جعبته من سواد ، فشيخه القرضاوي لم يتوقف يوماً ومنذ سنين عن محاولات زرع الفتنة في الإمارات، والإساءة إليها قيادةً وشعباً واستغل في ذلك الدين أسوأ استغلال، لكن محاولاته كلها باءت بالفشل. ? ?من يقرأ مقال المتفكّر هويدي، يلاحظ أن ليس لدى الرجل ما يقوله، وكل ما يريده هو تشويه صورة أبوظبي، والتقليل من الدور الذي تقوم به دولة الإمارات، وقد سبقه الإخوان في ذلك منذ زمن، وهو دور غير مستغرب من رجل رمى نفسه في أحضان الفرس ويتبع جماعة أفلست بعدما تم كشفها على الملأ وكان للإمارات شرف فضحها وكشف ألاعيبها. ? ?ويبدو من مقال هويدي أنه غاضب من جهود الإمارات في محاربة الإرهاب، ولا تعجبه الطريقة التي تعمل بها وتعاونها مع المجتمع الدولي وفي إطار القوانين الدولية، وهذا أمر غريب ولكنه ليس مستغرب من شخص لا يرى فيما تقوم به الجماعات الإرهابية مشكلة كبيرة ولا يرى في قطع الرؤوس مشكلة ولا يرى في بيع النساء مشكلة ولا يرى في تشريد الأطفال والأبرياء مشكلة!? ?هويدي الذي يعتبر نفسه مفكراً لو قام بما يقوم به باحث صغير في أحد مراكز الدراسات العريقة المنتشرة في مصر لما كتب ذلك المقال، ولا سقط تلك السقطة، فَلَو بحث قليلاً فسيجد أن الإمارات منذ نشأتها وهي تحارب كل تطرف وتشدد وانفلات، فما بالك بالإرهاب وبداعش والإخوان؟? ?ولو لَبس المتفكر طاقية الباحث المحايد قبل أن يضع على رأسه تاج المفكر المزيف لما اعتبر ما تقوم به الإمارات عملاً سياسياً خال من الإنسانية، ولو بحث لوجد أن الإمارات خلال أربعين عاماً بلغ مجموع المساعدات الإنسانية التي قدمتها للعالم بلغ أكثر من 467 مليار دولار وهذا الرقم موثق لدى لجنة التعاون الإنمائي التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ولو بحث قليلاً لاكتشف أن الإمارات احتلت المركز الأول عالمياً في قيمة المساعدات الرسمية بالنسبة للدخل القومي في عام 2014 ، وفقاً لقائمة الدولة المانحة للمساعدات عالمياً الذي أعلنته نفس المنظمة.. ولو كلف نفسه عناء البحث في جوجل لوجد المليارات التي قدمتها الإمارات لفلسطين واليمن وسوريا ومصر، وغيرها من دول العالم، هذا غير الدعم والمساعدات المتنوعة التي تقدمها الإمارات للدول الصديقة والشقيقة والمحتاجة في العالم.. ولو أراد فهمي الفهيم أن يكون موضوعياً كالمفكرين الحقيقيين لالتفت، ولو بشكل سريع، إلى مؤشرات الأداء العالمية في جميع المجالات، ووجد أن الإمارات دائماً في المقدمة عربياً ودولياً.. لكنه وعشيرته لا يعقلون!? شكراً للربيع العربي الذي كشف لنا أولئك المفكرين "الكرتونيين"، والذي أكد أن مصيبة هذه الأمة ليست فقط في بعض حكامها وأنظمتها، التي سقطت أو الباقية، وإنما هي في فئة ممن يطلقون على أنفسهم مفكرين، وهم لا يملكون غير تصدير أيديولوجياتهم الفاسدة ونشرها.. هؤلاء الذين لم يقدموا للأمة شيئاً غير الفتن، ففقدوا مصداقيتهم وانكشفوا في أول الربيع، ولم ينتظروا الخريف!? لقد تساقط أولئك المتفكرون كأوراق الشجر الذابلة في بداية الربيع دون أن يستطيعوا أن يتماسكوا حتى يأتي الخريف!?وربما واحدة من إيجابيات ما سمي بـ "الربيع العربي" أنه كشف لنا زيف الكثيرين من الشخصيات، وضحالة تفكير أشخاص، وكشف لنا كيف أن هناك أشخاصاً أعطوا لأنفسهم مكانة لا يستحقونها، فنزعت عنهم في أول إختبار. ?هذه النوعية من المفكرين من مخلفات القرن العشرين الذين ملأوا الدنيا كلاماً، وعندما جاء وقت الحق والحقيقة لم يكونوا يختلفون عن أي طالب في المدرسة في تفسير ما يدور حولهم، فضلاً عن تقديم حلول للعقد التي ظهرت! وهم جزء ممن صنع الفوضى التي نعيشها اليوم وجزء من معاناة هذه الأمة وهم الذين يعجزون عن تقديم الحلول فيخلقون المشكلات والفتن. ?وأمثال هؤلاء المتفكرين هم الذين أخذوا الشباب إلى منتصف الطريق، ثم اختفوا دون سابق إنذار، وها هم يظهرون من جديد ليكملوا حفلات التنظير والاتجار بآلام هذه الأمة وبأحلام شبابها، ولو كان لديهم شيء من ضمير، لتوقفوا عن كل ذلك وانسحبوا وأعلنوا أنهم بقايا حقبة فشل، أثبتت أنه لا يوجد شيء لديها لتقدمه لهذه الأمة، فسكوتهم خير، واختفاؤهم رحمة. ? الإمارات تقوم بدورها الإنساني والأخلاقي والعروبي والإسلامي بكل إخلاص وتجرد، وتترك الشعارات والكلام والعويل لمن سقطت أقنعتهم، وأفلسوا، والإمارات وطن واحد، وموقف واحد، وشعب واحد، وقيادة واحدة لن تتراجع عن مبادئها الأساسية في نشر السلام والمحبة ومحاربة الإرهاب والتطرف ولو كره "المتفكرون".