تمثل المجالس الرمضانية التي تنتشر في مختلف إمارات الدولة آلية فعالة لتطوير السياسات العامة في مختلف المجالات، بالنظر إلى تطرقها لمختلف القضايا التي تهم المواطنين والمجتمع بوجه عام، والعمل على تقديم مقترحات تسهم في حلها، ولهذا أصبحت هذه المجالس تحظى بالاهتمام والمتابعة من جانب المسؤولين، الذين يحرصون على حضورها للتعرف عن قرب إلى احتياجات ومطالب ومقترحات المواطنين، والاستفادة منها في تعزيز السياسات العامة للدولة، وخاصة أن المجالس الرمضانية لا تقتصر على الموضوعات الدينية فقط، وإنما تناقش كل المجالات التي ترتبط بالشؤون الحياتية لأفراد المجتمع، ويحاضر فيها إضافة إلى الدعاة والوعاظ، الخبراء والعلماء في المجالات المختلفة، كما أصبح هناك حرص من قبل مؤسسات كثيرة على تنظيم هذه المجالس. ولعل ما يؤكد أهمية المجالس الرمضانية هو إشادة صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا، عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين، مؤخراً بالدور الذي تؤديه هذه المجالس في الدولة عامة وأم القيوين، خاصة لما لها من دور في دعم الترابط والتواصل الاجتماعي بين أفراد المجتمع واستعراض موضوعات وقضايا تهم الوطن والمواطن. فضلاً عن تأكيد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية «أن مجالس وزارة الداخلية الرمضانية لهذا العام وبما شملته من موضوعات ونقاشات وزخم مجتمعي كبير على مستوى الدولة باتت تمثل مصدراً مهماً لرسم سياسات وزارة الداخلية التطويرية الساعية إلى تلبية آمال شعب الإمارات والمقيمين على أرضها، بما يعزز الأهداف والاستراتيجيات العامة للحكومة الاتحادية كواحدة من أفضل حكومات العالم». لقد تحولت المجالس الرمضانية في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى برلمانات مفتوحة تطرح فيها قضايا الوطن بعمق وتتم مناقشتها من كل جوانبها وتهتم وسائل الإعلام بهذه المناقشات وتنشرها لتعظيم الاستفادة منها من قبل المواطنين والمسؤولين في مواقع العمل الوطني كلها. ولعل نظرة سريعة إلى القضايا التي تناولتها وتتناولها المجالس الرمضانية المختلفة في الإمارات خلال رمضان من العام الجاري، تكشف عن تنوع هذه القضايا وتعددها، واهتمامها بالقضايا الجوهرية التي تهم الوطن وتتعلق بالتنمية الشاملة فيه، كمناقشة قضايا التعليم والصحة والتوطين والعمل الإنساني والأمن المائي وغيرها من القضايا التي ترتبط بحركة تنمية المجتمع وتطوره. وفي الوقت الذي تحتل فيه القضايا الإماراتية النصيب الأكبر في المجالس الرمضانية، فإن هناك حيزاً للقضايا العربية والإسلامية، خاصة ما يتعلق بقضايا تعزيز الوسطية والاعتدال والتحذير من مخاطر التطرف والإرهاب وغيرها من القضايا التي تتصل بجوهر التنمية في العالمين العربي والإسلامي، وهذا يعزز من دور دولة الإمارات العربية المتحدة في التصدي لمناقشة القضايا التي تهم الشعوب العربية والإسلامية، ويندرج ضمن نهج إماراتي عام في المبادرة من أجل تعزيز قيم الوسطية والتسامح والحوار والتعايش بين أبناء العالم الإسلامي وخاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة في الوقت الراهن من تصاعد خطر الإرهاب. في هذا السياق فإن الأمسيات الرمضانية التي نظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية هذا العام، قد انطوت على أهمية بالغة، حيث ركزت على تفكيك مزاعم وأوهام الجماعات المتطرفة، وكشف زيف شعاراتها، وفي الوقت ذاته إبراز القيم الإيجابية الفاعلة في ديننا الإسلامي الحنيف، وإبراز منهج الإسلام في معالجة الظواهر السلبية التي تواجه المجتمع، كما تناولت كيفية تحصين النشء والشباب في مواجهة الأفكار الهدامة. ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.