يقال في أميركا إن رئيس اللجنة الوطنية الجمهورية «راينس بريبس» طلب من «دونالد ترامب» أن «يهدئ الأمور» بعض الشيء. وهذا لا بأس فيه، على ما أعتقد، ولكنه يغفل شيئاً أهم: أن «بريبس» نفسه هو من أطلق عملية تستفز المرشحين الجمهوريين وتدفع للتصعيد والتهييج. وبالتالي، فقد حصل على ما أراد. ونتيجة لذلك، يجدر بنا أن نتوقع من المرشحين الجمهوريين بعض الأشياء الرعناء قبل نهاية هذا الشهر. فـ«بريبس» أراد مناظرات حزبية أقل في هذه الدورة الرئاسية وأن يبدأها في وقت لاحق، حيث خلص، من دون أي دليل، إلى أن عدد وتوقيت المناظرات في دورة 2012 أضرا بفرص المرشح الجمهوري «ميت رومني» في الانتخابات العامة. فكان من نتائج ذلك أن ازداد التطلع إلى المناظرة الأولى، المرتقبة في السادس من أغسطس على قناة «فوكس نيوز». وكانت المناظرات، في دورة 2012، قد بدأت في مايو 2011، ونظراً لأن سبتمبر 2011 شهد ست فعاليات، فإنه لم يكن لأي مناظرة مثل هذه الأهمية الكبيرة. ولأن «بريبس» لم يحاول أن يفرض أسماء المرشحين الذين سيشاركون في المناظرة هذه المرة، فقد تولت القناة التلفزيونية المهمة نيابة عنه، فقررت «فوكس» توجيه الدعوة إلى 10 مرشحين استناداً إلى نتائج أحدث استطلاعات للرأي، وهو ما يمنح مختلف المرشحين في الميدان الجمهوري المكتظ حافزاً قوياً ليأتوا أفعالاً رعناء هوجاء حتى يحصلوا على أكبر قدر ممكن من الاهتمام خلال الأسابيع القليلة السابقة للمناظرة. وعلى كل حال، ومثلما يُظهر لنا «ترامب» بجلاء، فإن بلوغ معدل شعبية كبير في أول استطلاعات الرأي وسط ميدان يضم 17 مرشحاً لا يضمن جعل الناس يحبون مرشحاً معيناً. فإذا استطاع مرشح ما أن يحوِّل الحملة برمتها إلى استفتاء على شخصه، فإنه في تلك الحالة حتى إذا خسر بفارق كبير، فإن الـ10 أو 12 في المئة من الناس الذين يحملون رأياً إيجابياً عنه سيبوِّئونه مرتبة بين متصدري نتائج الاقتراع. بيد أن ذلك لن يفيده في الانتخابات الرئاسية في 2016، عندما يتعامل الناخبون مع الأمر بجدية أكبر، وإنْ كان قد يضمن له دخول المراتب العشر الأولى. جوناثان برنشتاين محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»