الأمر الأكثر إثارة للقلق في التصريحات الكارهة للأجانب في خطب المرشح الجمهوري للرئاسة «دونالد ترامب» بشأن المكسيكيين ليس كونه أدلى بها، بل كونها ساعدته بين الناخبين الجمهوريين في أنحاء البلاد. بل إن خطبته الساخرة ضد المكسيك والمكسيكيين لاقت حفاوة من قبل زملائه الجمهوريين، ولم يتم التنديد بها باعتبارها مهينة -إن لم تكن عنصرية صريحة- من قبل الحزب الجمهوري. وفي خطابه قال «ترامب» إن المكسيك ترسل للولايات المتحدة «أشخاصاً لديهم مشاكل كثيرة، وهم بالتالي ينقلون مشاكلهم إلينا. فهم يجلبون المخدرات والجريمة، علاوة على أنهم مغتصبون». وقد استند في ذلك إلى افتراضات زائفة: أولا، إن تصوير المهاجرين المكسيكيين كمجرمين يعتبر إهانة لـ34 مليون أميركي من أصل مكسيكي. وثانيا، إن التلميح بأن المهاجرين المكسيكيين يتدفقون على الولايات المتحدة خطأ واضح، إذ تراجع عددهم بسبب الأزمة المالية التي أصابت الولايات المتحدة عام 2008. وثالثاً: فإن الإدعاء بأن إقامة جدار على امتداد الحدود الأميركية المكسيكية سيمنع تدفق المكسيكيين هو أمر مشكوك فيه، فإقامة هذا الجدار ستكون هدراً مالياً غير مبرر. ورغم ذلك، وعقب تصريحاته المضللة، قفز «ترامب» إلى المركز الثاني -بعد «بوش»- بين المرشحين في استطلاعات الرأي. وكما قال «أندرو سميث»، الأستاذ بجامعة نيوهامبشاير، فإن ترامب «استطاع جذب الانتباه والصحافة من خلال اتخاذه هذا الموقف الغريب. لقد جعله هذا يبدو وكأنه شخص لا يخشى قول ما يتردد في أذهان الناخبين، لكن آخرين يترددون في قوله». وفي رأيي أن ترامب ربما يكون مهرجاً أو سياسياً يسعى للظهور، لكن لا يوجد مبرر لصمت زملائه، ولعدم خروج اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري ببيان يدين إهانات ترامب ضد أكبر أقلية في الولايات المتحدة. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «تريبيون نيوز سيرفس»