كتب «توماس فريدمان» في عام 2005: «إنه لا توجد استعارة للطريقة التي يمكن لبقية دول العالم أن تنافس بها الولايات المتحدة بضراوة أفضل من منافسات فريق كرة السلة الأميركي في دورة الألعاب الأوليمبية». وزعم «فريدمان» فيما كتبه عن «فريق كرة السلة للرجال عام 2004»، أن الأميركيين اخترعوا كرة السلة وهيمنوا عليها لعقود، ولكن اللعبة انتشرت وظهرت معايير عالمية، وأخفق الأميركيون في مواكبة الفرق الأخرى. وقارن ذلك بالتآكل المستمر في القاعدة العلمية والهندسية للولايات المتحدة، التي ظلت دائماً مصدر الابتكار وارتفاع مستويات معيشة الأميركيين. وبالطبع عادت الولايات المتحدة مرة أخرى للهيمنة على كرة السلة في دورة الألعاب الأوليمبية عامي 2008 و2012، ربما نتيجة إدارة أفضل، أو لاعبين أمهر. وبالطبع، فإن استخدام الاستعارات الرياضية في شرح الأوضاع العالمية له حدود، ولكن ذلك لا يعني التوقف عن المحاولة. وهزم فريق كرة القدم الأميركي للسيدات اليابان 5 - 2 يوم الأحد الماضي، في مباراة كانت الأكثر مشاهدة في تاريخ البث التلفزيوني الأميركي للعبة، فما هي الاستعارة في ذلك؟ نشأت كرة القدم في إنجلترا، ولكن الإنجليز لم يهيمنوا عليها أبداً، وكذلك كرة القدم للسيدات نشأت هناك، وذاع صيتها في بداية القرن العشرين، إلى أن حظر اتحاد اللعبة السيدات من اللعب في ملاعبه عام 1921، بدعوى أن «كرة القدم لا تصلح للنساء»! ورفع هذا الحظر مؤخراً في عام 1971، في الوقت الذي بدأت كرة القدم للسيدات تحظى باهتمام في بعض الدول الأوروبية الأخرى. وفي الولايات المتحدة، حصلت اللعبة على دعم كبير من تعديل قانوني أجري عام 1972 يحظر التمييز على أساس الجنس في أي برنامج أو نشاط تعليمي ممول فيدرالياً. وهناك دروس مستفادة من ذلك أولها الإخفاق في استثمار رأس المال البشري، ومنع الناس من تطوير أنفسهم يمكن أن يكون مكلف بشكل كبير. ولا تزال إنجلترا تناضل من أجل المواكبة بعد عقود على منع النساء من ممارسة اللعبة. وثانيها أن معدلات المشاهدة يوم الأحد تشي بأن هناك إمكانات تجارية كبيرة لم تتم الاستفادة منها في كرة القدم للسيدات. وعلى المختصين أن يكتشفوا كيف يمكن الاستفادة منها. جستين فوكس كاتبة أميركية يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»