الخطوة التي أقدم عليها رجل الأعمال الإماراتي، عبدالله أحمد الغرير، مؤخراً، بتخصيص ثلث ثروته لأنشطة «مؤسسة عبدالله الغرير للتعليم»، تنطوي على العديد من القيم والدلالات المهمة، سواءً بالنسبة لصاحب المبادرة الجليلة نفسه، أو بالنسبة لقطاع رجال الأعمال الإماراتي، أو بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة ومجتمعها ونموذجها التنموي بشكل عام. إذ إن هذه الخطوة تعد مبادرة على قدر كبير من الأهمية في إطار تحمل رجال الأعمال في دولة الإمارات العربية المتحدة مسؤولياتهم تجاه المجتمع الذي يعيشون فيه، من خلال تخصيص جزء من أموالهم وثرواتهم للإسهام في تطوير الخدمات والمرافق العامة، بما يعود على أفراد المجتمع والأمة كافة، بمن فيهم رجال الأعمال والمستثمرون أنفسهم وعائلاتهم وأبناؤهم وأحفادهم بالكثير من الخير والنفع والفائدة. واهتمام رجل الأعمال الإماراتي، عبدالله أحمد الغرير، بدعم قطاع التعليم والمعرفة والابتكار في الدولة على هذا النحو، عبر تقديم منح دراسية للطلاب من ذوي الدخول المحدودة، بواقع خمسة عشر ألف طالب وطالبة في المرحلة الأولى، التي تنفذ خلال السنوات العشر المقبلة، بتكلفة تبلغ نحو 4.2 مليار درهم، هذا الأمر يعد مبادرة على قدر كبير من الأهمية، من نواحٍ عدة، فمن الناحية الأولى، فإن تركيز المبادرة على قطاع التعليم وبناء القدرات المعرفية والابتكارية للطلاب، ينطوي على أهمية كبيرة في مسيرة تقدم وتطور المجتمع، فهي تمكّن الطلاب من تطوير قدراتهم المعرفية وخبراتهم العملية لتكون أكثر توافقاً مع تطورات العصر الحديث، ويكون الطلاب قادرين على استيعاب المستجدات واستخدام وسائل العمل والإنتاج المتطورة، التي يتم استخدامها في دول العالم المتقدم، بما يجعل المجتمع الإماراتي قادراً على مواكبة التطورات العالمية والاستمرار في المنافسة على المراتب الأولى في مختلف المؤشرات والتصنيفات التنموية الدولية. ومن الناحية الثانية فإن تركيز المبادرة على قطاع التعليم والمعرفة والابتكار يتسق مع توجهات دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تتخذ من الابتكار والإبداع سبيلاً لها، من أجل الوصول بمجتمعها إلى صيغة مجتمع المعرفة، لاسيما أن المبادرة تأتي في عام 2015، الذي خصصته دولة الإمارات العربية المتحدة ليكون عاماً للابتكار، ما يعني أنها ستسهم بشكل كبير في تمكين الدولة من تطبيق الإستراتيجية الوطنية للابتكار، التي تعتبر إحدى أهم الآليات التي تعتمدها من أجل تحقيق أهداف رؤيتها المستقبلية، الإمارات 2021. ومن الناحية الثالثة، فإن اهتمام المبادرة بفتح الباب أمام جميع الطلاب في دولة الإمارات العربية المتحدة، بمن فيهم الطلاب غير المواطنين، يقدم دليلاً على مدى الانفتاح والتسامح الذي يتعامل به أبناء هذا الوطن مع الآخر، وأنهم ينظرون إلى فئات المجتمع كافة، مواطنين ووافدين، بشكل متوازن، وأن هدفهم الأساسي في هذا الإطار هو خدمة الوطن والارتقاء به، وتوفير الحياة الكريمة لجميع من يقطن على أرضه، ودفعه قدماً على طريق التنمية والتقدم والازدهار. وقد عبرت كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تعليقاً على المبادرة، عن تلك القيم بوضوح تام، إذ قال سموه: «أعجبني في وقف عبدالله الغرير أنه حدد بوضوح تام، منذ البداية مجالات وقفه، في دعم التعليم والمعرفة والابتكار، وهي أهم ما يحتاجه العالم العربي اليوم»، و«عندما يحمل رجل الأعمال بعضاً من مسؤوليات الأمة، وتتعاون معه الحكومات‏? ?والمؤسسات? ?لتغيير? ?الواقع? ?للأفضل، ?فأوطاننا? ?بلا? ?شك? ?على? ?طريق? ?تنموي? ?صحيح». عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية