قليل من زعماء العالم يعرفون كيف يعملون في هدوء مثل رئيس الوزراء الهندي «ناريندرا مودي»، فسرعان ما أصبح واجهة بدرجة السفير الأول للهند، ومدير تسويقها والدبلوماسي الأبرز فيها. وقد حقق إنجازاً كبيراً على «تويتر»، فهو ثاني أكبر زعيم في العالم من حيث المتابعة على موقع التدوينات القصيرة، فلديه 13.4 مليون متابع، بعد الرئيس الأميركي أوباما الذي يتابعه 61.2 مليون شخص. وبدأ مودي استخدام تأثيره على شبكات التواصل الاجتماعي لترويج سياساته أملاً في جعلها أكثر ذيوعاً. واستغل رئيس الوزراء الهندي تغريداته على «هاشتاج» بعنوان: «التقط سيلفي مع ابنتك»، في رفع الوعي بشأن تراجع نسبة الإناث إلى الذكور في بعض أجزاء الهند. وحضّ مواطنيه على الاحتفاء بالفتيات من خلال مشاركة الصور ضمن «الهاشتاج»، وسرعان ما تدفقت فيضانات الصور عبر «توتير» من ولاية أيوا الأميركية إلى ولاية هاريانا الريفية الهندية، حيث بدأت الحملة. وبينما ضغط «مودي» على المفاتيح الملائمة كافة في ترويج الحملات الاجتماعية، مثل «غياب التوازن والمساواة بين الجنسين»، فإن إنفاقه العام لم يدعم هذه الحملات. فخلال العام الماضي، أنفقت إدارته نحو ثلث الميزانية المخصصة للبرنامج المعني بـ«نسبة المواليد من الجنسين» في الهند، والبالغة 900 مليون روبية (14?15 مليون دولار). وخلال العام الجاري، قلص الميزانية الإجمالية لوزارة تنمية المرأة والطفل بنحو 45%. وهناك فرق واضح بين الحديث عبر «تويتر» والأفعال على أرض الواقع. وأدت عادات مثل «وأد الفتيات»، وإرضاع الذكور دون الإناث، وزواج الأطفال.. إلى أقل نسبة للإناث مقابل الذكور في تاريخ الهند، وهي الأقل في العالم بين دول الكبرى بعد الصين. ويشكك المدافعون عن المساواة بين الجنسين في أن الحملات عبر وسائل التواصل الاجتماعي قد تحدث فرقاً مؤثراً في تثقيف الناس وتغيير مواقفهم. ويرى «كيري ماكبروم»، مدير مبادرة «حقوق التكاثر» لدى «شبكة قانون حقوق الإنسان» في نيودلهي، أن هذه الحملات ليست سيئةً بحد ذاتها، لكنها تشتت الانتباه عن قضايا غياب المساواة الحقيقية، التي تجعل الهند مكاناً غير حاضن للنساء. كارتيكاي ميهروترا - نيودلهي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»