أعرب أوباما مؤخراً عن خيبة أمله من حالة الشلل في واشنطن. وقال: «إن الكونجرس لا يعمل كما ينبغي، وتُترك القضايا عالقة، وبعض الأعضاء يهتم بإحراز نقاط سياسية على حساب إنجاز الأمور»، مضيفاً: «رغم كفاحي بقوة في مواجهة هذا الشلل، لكنه لا يزال موجوداً». بيد أن واشنطن هي واشنطن، والناس هنا سيظلون مختلفين حول ما إذا كان أوباما قد كافح في مواجهة هذا الشلل السياسي أم أنه ساهم في حدوثه. غير أنني لن أتحدث عن ذلك اليوم. وإنما أتناول محاولة جديدة للتغلب على الشلل في الكونجرس، لكي لا يتم انتخاب الرئيس المقبل لمجرد أنه «يجمع الشمل»، ولكن ليحكم على هذا النحو أيضاً. وتقود منظمة أطلق عليها اسم «بلا تصنيفات» (نو ليبلز) هذه المحاولة. ويسارع قادتها إلى التأكيد على أن اسمها لا يعني أنهم بلا أيديولوجية أو مبدأ. وتقول المنظمة: «لا ننتمي إلى تيار الوسط، ولسنا جماعة معتدلة، كما أننا لا ندفع للتحزب في حدث ذاته». وتزعم المنظمة أن لها 70 مؤيداً في الكونجرس، مقسمين بين الحزبين. ويقول أحد الرؤساء المشاركين: إن «بلا تصنيفات» تعتبر ثالث أكبر تجمع في «كابيتول هيل»، بعد الحزبين «الجمهوري» و«الديمقراطي». وبحسب بيان تأسيسها، فإن أتباع المنظمة من الليبراليين والمحافظين وجميع من بينهما ممن يؤمنون بأن لديهم مبادئ ومعتقدات سياسية راسخة لا تؤيد المعركة الصفرية في الحكم. وأوضح النائب الجمهوري «توم ريد»، من نيويورك، أن أعضاء الكونجرس ينصتون لكثير من المنظمات التي تركز على قضايا منفردة، لكن «بلا تصنيفات» تبحث عن الأغلبية الصامتة وتنظمها، وهو ما يجعلنا نغامر بتأييدها. وفي غضون خمسة أعوام، تزعم المنظمة أن عدد أنصارها بات يقارب نصف مليون شخص في أنحاء الدولة، وانتشرت بين الطلاب في أكثر من 100 حرم جامعي. وأوضح جون هنستمان، المدير المشارك في المنظمة، أن «بلا تصنيفات» تلعب الآن دوراً في الانتخابات الرئاسية، إذ تنشر منظمين ميدانيين في ولايات المنافسات الرئيسية. وبرنامج المنظمة الأساسي هو «أجندة استراتيجية وطنية» تضم أربعة أهداف، تصفها استطلاعات الرأي بأنها مهمة للأغلبية في أنحاء الطيف السياسي وهي: توفير 25 مليون فرصة عمل جديدة خلال العقد المقبل، وتأمين رعاية طبية وضمان اجتماعي لمدة 75 عاماً، وضبط الموازنة الفيدرالية بحلول 2030، وتحقيق أمن الطاقة بحلول 2024. وربما من السهل الاتفاق على هذه الأهداف من حيث المبدأ، ولكنها تثير الانقسام بمجرد الحديث عن كيفية تنفيذها. يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»