يوم الاثنين الماضي، أعلنت «نيكي هالي» الحاكمة «الجمهورية» لولاية ساوث كارولاينا أنه يجب إزالة العلم الكونفدرالي عند مقر إدارة الولاية، متراجعة عن موقفها السابق، ومضيفة صوتاً بارزاً جديداً مطالباً بإزالة العلم. وفتح تصريحها الباب لمتسابقين على ترشيح الحزب «الجمهوري» لانتخابات الرئاسة الأميركية. وكان «سكوت ووكر» حاكم ويسكونسن قد أرجأ تعليقه على الموضوع إلى بعد تشييع جثامين ضحايا حادث إطلاق النار في كنيسة «تشارلستون»، لكن بمجرد أن تحدثت «هالي» حتى أيد رأيها في تغريدة على «تويتر»، ثم أشاد السيناتور «الجمهوري» «ماركو روبيو» بشجاعة هالي. ومن الواضح أن هذين المرشحين الرئاسيين لم يتحدثا عن القضية كما فعل «ميت رومني» والسيناتور «بوب كركر» في السباق الماضي. وربما حذرهما معاونوهما من الخوض في الموضوع وربما لا يحبان المغامرة أو ربما يحبان قاعدة الجناح اليميني بشدة. وربما لا يفهمان ببساطة أن التوقيت ملائم. لكن قبل عدة سنوات رأى جيب بوش الذي كان حاكما لولاية فلوريدا أنه من الحكمة خوض معركة الأعلام الكونفيدرالية واقترح أن تنقل الأعلام إلى المتحف. وأيد «ريك بيري» حاكم ولاية تكساس السابق نزع هذه الأعلام من على لوحات التراخيص في الولاية. وهذه القضية تكشف عن عدة أمور. فقد حسم متسابقان على ترشيح الحزب «الجمهوري»، وهما «بيري» وبوش القضية قبل فترة طويلة بينما يبدو عجز بعض المرشحين الأصغر سناً والأقل خبرة عن التصرف عندما تصبح القضية في تعارض مع القاعدة المؤيدة. وهذا يسجل نقطة للمحنكين. وأسوأ صفات السياسيين قد لا تكون بالضرورة عدم استجابتهم للناخبين، بل قد تكون شدة حرصهم على استرضائهم. ومن الضروري أن يفهم السياسي أولويات الناخبين ويعكسها لكن يتعين عليه أيضا التحلي بالشجاعة ليخبرهم بنتائج هذه الأولويات. واستطاع عدد كبير من «المحافظين» شق طريقهم بنجاح والمحافظة على مبادئهم من دون تدمير فرصهم الانتخابية. وإذا أردنا أن نعرف أي المرشحين «المحافظين» سيفعل الصواب في ظروف صعبة وغير مواتية سياسيا يجب أن نأخذ في الحسبان كيف يتصرفون ليس فقط عندما يهاجمهم اليسار لكن أيضا عندما يضللهم مؤيدوهم. والقدرة على الاتصال بالناخبين من خلفيات وأيديولوجيات مختلفة يعتمد في نهاية المطاف ليس على عرقية المرشح أو عمره لكن على شخصيته وقصة حياته. هل عاش خارج نطاق وسطه المألوف حياة مختلفة عن نمط حياة الطبقة المتوسطة العليا أو السياسي الثري؟ هل لديه نزوع استقلالي يحرره من الحاجة للتأييد الدائم؟ والسؤال هو هل تعرف كيف تتصرف عندما لا يوجد سيناريو مكتوب ودون خطة معدة سلفا؟ ودعنا نرى كيف سيتصرف المرشحون فيما تبقى من الحملة في خضم جدل تلقائي ونزاع سياسي لا فائز فيه. ثم دعنا نرى من سيثبت أن لديه الصلابة اللازمة لقيادة وتوحيد البلاد. جينفر روبن ـ ـ ـ ـــ ـــ محللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»