مع إعلان فتح باب التسجيل في «جائزة الإمارات للروبوت والذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسان»، تتقدم دولة الإمارات العربية المتحدة، نحو ترسيخ مكانتها كمركز عالمي للابتكار، وكإحدى الوجهات العالمية لإنتاج وصناعة المعرفة، عبر تصديها من خلال مثل هذه المبادرات، لمهمة تطوير قطاع الروبوتات والذكاء الاصطناعي العالمي. والحقيقة أن الإمارات تمتلك المقومات التي تؤهلها لتحقيق هذا الهدف، وعلى رأسها الرعاية والدعم القوي من القيادة الرشيدة للابتكار والإبداع. ويشكل قرار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، باعتبار عام 2015 عاماً للابتكار، وإطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الاستراتيجية الوطنية للابتكار، أبرز مظاهر ذلك الدعم، وتجسيده رؤية القيادة الإماراتية لنشر وتعزيز ثقافة الابتكار لدى المواطنين في الدولة، وكل من يقطن على أرض الإمارات، لبناء مجتمع المعرفة وضمان استدامة التنمية الشاملة. وتؤمن دولة الإمارات العربية المتحدة، بأن نجاح أي مشروع مرتبط بتوفير البيئة المحفزة له، وفيما يتعلق بتبني الإبداع والابتكار نهجاً للتنمية، فإن إدراك هذا الهدف، لا يمكن إلا من خلال ربط مجال الإبداع والابتكار على المستوى الوطني بمحيطه العالمي، ولاسيما أن الإبداع والابتكار عمل بشري عالمي متكامل لا يمكن فصله عن بعضه بعضاً، ولا يمكن قصره على مجتمع دون غيره، بل لا يمكن لأي مجتمع أن يتطور فيه، أو يحقق الريادة إلا من خلال مواكبته التطورات والمستجدات العالمية. ومن هذا المنطلق، تأتي مبادرة «جائزة الإمارات للروبوت والذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسان»، التي يتاح التسجيل فيها للجميع، بمن في ذلك مواطنو الإمارات ووافدوها، وجميع الأفراد في كل أنحاء العالم ومناطقه. ويؤشر ذلك إلى أن الطموحات الإماراتية لتحسين حياة البشر، لا تقتصر على النطاق المحلي، بل تمتد لتشمل العالم ككل. ويظهر هذا الأمر جلياً، من خلال تعاون دولة الإمارات العربية المتحدة، مع «المنتدى الاقتصادي العالمي»، في تشكيل المجلس العالمي للذكاء الاصطناعي والروبوتات، بمبادرة إماراتية خالصة، والمجلس الذي يضم نخبة من الأكاديميين والباحثين التقنيين في الجامعات الرائدة في العالم، هو الجهة المعنية بالإشراف على «جائزة الإمارات للروبوت والذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسان»، وهو بدوره يجسد إيمان الإمارات ووعيها التام، بأهمية الاستعانة بالخبراء الأكاديميين والتقنيين المختصين والخبرات العالمية، للارتقاء بالأداء، لا في مجال الإبداع والابتكار والذكاء الاصطناعي، ولكن في كل أوجه العمل التنموي على المستوى الوطني. والجدير بالإشارة، أن إطلاق هذه الجائزة يخدم قطاع البحث العلمي الإماراتي، وخاصة في مجال العلوم والتكنولوجيا، إذ يعتبر أحد أهداف الجائزة تشجيع الأكاديميين وطلاب الجامعات الوطنية على الإبداع والابتكار، واتخاذه منهجاً للعمل العلمي والأكاديمي، من أجل بناء القدرات والكوادر البشرية المتخصصة في صناعة تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات، ولاسيما في قطاعات التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية، التي هي المدخل الأساسي لتطور المجتمع وتنميته. وفي النهاية، يجب تأكيد أن مستقبل اعتماد دولة الإمارات العربية المتحدة، على الذكاء الاصطناعي في تحسين أداء الخدمات المقدمة للبشر، يسوده التفاؤل في ضوء تجاربها الناجحة في استخدامات الروبوت في القطاعات الخدمية الصحية والاجتماعية والتعليمية، وكذلك في إدخال وزارة الصحة جهاز الروبوت «دافنشي» في العمليات الجراحية، وتوظيف «هيئة الإمارات للهوية» الروبوت في إنجاز المعاملات، وتوظيف الروبوت «ناو» في مؤسسات التعليم العالي، وغير ذلك من أشكال تطويع التكنولوجيا في خدمة أهداف التنمية. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية