الأتراك يعاقبون أردوغان..ومكاسب أميركية من «الشراكة عبر الهادي» «واشنطن بوست» تحت عنوان «تركيا ترفض انتزاع السلطة»، نشرت «واشنطن بوست» أول أمس افتتاحية، اقتبست في مستهلها، مقولة صدرت بعيد انتخابات الأحد البرلمانية على لسان «صلاح الدين ديمرداش» زعيم حزب «الشعب الديمقراطي» الداعم للأكراد، مفادها «إن السجال حول الديكتاتورية قد انتهى، وتركيا تجنبت كارثة». هذه الانتخابات تعطى الأكراد للمرة الأولى كتلة داخل البرلمان، وتحرم حزب «العدالة والتنمية» الحاكم من الحصول على الأغلبية. نتائج الانتخابات كانت بمثابة رفض حاسم لمساعي أردوغان الرامية إلى تعزيز سلطته الاستبدادية، وثمة تساؤل مؤداه: هل يقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي سيطر على السياسة في بلاده طوال الاثني عشر عاماً الماضية بالهزيمة؟ أردوجان نجح في الهجوم على الجيش والقضاء ووسائل الإعلام، وأصبح أكثر طموحاً، وكان يحدوه الأمل في أن يحصل حزبه على أغلبية برلمانية ساحقة تُمكنه من إعادة صياغة الدستور وتركيز السلطة في مؤسسة الرئاسة. الأتراك كانوا انتخبوا أردوغان في أغسطس الماضي رئيساً لهم بعد أن أمضى ثلاث فترات في منصب رئيس الوزراء. مساعي تركيز السلطة وصفتها الصحيفة بالخطوة «البوتينية» نسبة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهي مساعي رفضها غالبية أبناء الطبقة الوسطى من الناخبين الأتراك، الذين شاركوا بكثافة في الانتخابات وأيدوا أحزاب المعارضة. فحزب «الشعب الديمقراطي» الداعم للأكراد حصل عل 10 في المئة من الأصوات وتمكن من دخول البرلمان ليلحق بثلاثة من أحزاب المعارضة، بينما حصل حزب «العدالة والتنمية» الحاكم على أقل من 41 في المئة فقط من الأصوات، ليخسر الأغلبية بفارق 20 مقعداً. وترى الصحيفة أن رد الفعل المنطقي على هزيمة أردوغان ينبغي أن يكون التخلي عن مساعي تركيز السلطة والبحث عن طرق وحلول توفيقية مع المعارضة. ويستطيع حزب «العدالة والتنمية» تشكيل حكومة ائتلافية يكون هدفها إنعاش الاقتصاد. إلى تراجع خلال العام العام الماضي بعد عِقد كامل من النمو، وبمقدور الحزب التركي الحاكم تحقيق انخراط تاريخي في الديمقراطية من خلال استكمال التسوية السلمية مع القوي الكردية المسلحة. «كريستيان ساينس مونيتور» «بهجة تركية رغم افتقار الشرق الأوسط للديمقراطية»..هكذا عنونت "كريستيان ساينس مونيتور" افتتاحيتها أول أمس، مستنتجة أن الانتخابات البرلمانية التركية التي أجريت يوم الأحد الماضي تعد نموذجاً يشي بحاجة المنطقة لوسائل ديمقراطية لتحقيق المصالحة الداخلية وجسر الخلافات والتباينات حول الدين والعرق والحريات الأساسية. وترى الصحيفة أن نتائج الانتخابات تشير إلى أن الناخبين عاقبوا أردوغان كونه حاول تقييد حرياتهم وحشد مزيد من السلطات في قبضته، والمحصلة أن حزب"العدالة والتنمية" المهيمن على البلاد منذ عام 2002 فقد أغلبته البرلمانية. الناخبون تذكروا كيف قمع أردوغان المتظاهرين في حديقة جيزي عام 2013، ومذاك ازداد عدد الصحفيين في السجون التركية ما يؤشر إلى محاولات أردوغان تقييد المعارضة. ورأت «نيويورك تايمز» في افتتاحيتها أول أمس والمعنونة بـ«الديمقراطية تنتصر في تركيا» أن الأتراك، بمشاركتهم الكبيرة في انتخابات الأحد بنسبة تجاوزت 86 في المئة، أوضحوا أنهم لن يسمحوا لأردوغان بالتحول إلى زعيم أكثر استبداداً، وحالوا بينه وبين الأغلبية البرلمانية. «يو إس إيه توداي» أول أمس الاثنين، وتحت عنوان «على الكونجرس أن يساعد الأميركيين على تنمية تجارتهم»، نشرت «يو إس إيه توداي» مقالاً لوزير الخارجية «جون كيري» ووزير الدفاع «آشتون كارتر»، استنتجا خلاله أنه نادراً ما تكون لدى الولايات المتحدة فرصة لتعزيز رخاء مواطنيها في الداخل وفي الوقت ذاته تعزيز قيادتها على الصعيد الدولي. ومناسبة هذا الكلام أن الكونجرس لا يزال يخوض سجالات حول منح أوباما سلطة «الترويج التجاري» التي من خلالها يتسنى للرئيس استكمال اتفاقية الشراكة عبر الهادي، التي تُعد أكبر اتفاقية تجارية في تاريخ الولايات المتحدة. مجلس الشيوخ منح الرئيس هذه السلطة، لكن مجلس النواب لا يزال يفكر في الموضوع. كيري وكارتر أكدا أن قوة الولايات المتحدة في الخارج تعتمد على اقتصادها المتنامي، وبإزالة الحواجز التجارية بين الدول المنضوية في اتفاقية الشراكة عبر الهادي التي تشكل 40 في المئة من الاقتصاد العالمي تكون الولايات المتحدة قد ارتبطت باقتصادات الدول المطلة على المحيط الهادي بداً من كندا مروراً باليابان وبيرو وأستراليا. ويرى «كيري» و«كارتر» أن أن تدشين علاقات تجارية جديدة أمر جيد للعمال والمستثمرين الأميركيين، واتفاقية الشراكة عبر الهادي ستساعد الأميركيين على الوصول إلى 95 في المئة من إجمالي المستهلكين على الصعيد العالمي. وحسب معهد «بيترسون للاقتصاد الدولي»، فإن اتفاقية الشراكة عبر الهادي ستعزز الصادرات الأميركية التي تضمن في الوقت الراهن 11.7 مليون فرصة عمل للأميركيين، ويتوقع المعهد أن تنمو الصادرات الأميركية جراء الاتفاقية بمقدار 125 مليار دولار سنوياً. وعلى الكونجرس الذي يخوض سجالاً الآن حول «سلطة الترويج التجاري» أن ينظر إلى ما وراء الإدارة الحالية وأن يتطلع للأجيال المقبلة. ومن الناحيتين الاستراتيجية والاقتصادية فإن دور الولايات المتحدة القيادي في مجال التجار سيكون له صدى يتجاوز الحدود الأميركية ويستمر لعقود طويلة، فالطريق إلى مزيد من السلام والرخاء والعدالة يبدأ من تمرير «سلطة الترويج التجاري» في الكونجرس. «واشنطن تايمز» في تقريره المنشور أول أمس بـ«واشنطن تايمز»، أوضح «ستيفن دينان» أن الهجرة غير الشرعية وصلت إلى أدنى مستوياتها في الولايات المتحدة منذ عام 1972، هذا الاستنتاج ورد يوم الاثنين الماضي على لسان وزير الأمن الداخلي «جي جونسون». وخلال الأشهر الثمانية الأولى من العام المالي الجاري ألقى حرس الحدود القبض على 213145 مهاجر غير شرعي معظمهم من أميركا الوسطى، بانخفاض بلغت نسبته 34 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2014. إعداد: طه حسيب