حملت التصريحات التي أدلى بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لدى زيارته مؤخراً لـ«متحف نوبل»، الذي تنظمه «مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم»، على مدار أكثر من شهر، الذي انطلقت فعالياته في الـ29 من شهر مارس الماضي وتنتهي اليوم الخميس، الـ30 من شهر إبريل 2015، عدداً من الدلالات المهمة، بشأن الأسس والمبادئ التي تبنى عليها دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجها التنموي، الطامح إلى جعلها واحدة من أكثر دول العالم ازدهاراً، والساعي إلى وضع أبنائها في المكانة التي تليق بهم بين شعوب الدول المتقدمة والمجتمعات المتطورة. الدلالة الأولى والأساسية التي يمكن إبرازها في هذا السياق، هي أن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة لديها إيمان راسخ بأن العلم والمعرفة هما الطريق السليم والسديد نحو التقدم والتنمية. فبالإضافة إلى ما يعنيه حرص الإمارات على تنظيم الفعاليات الدولية التي تبرز أهمية العلم والمعرفة، ومن بينها، بطبيعة الحال، «متحف نوبل» المشار إليه، بما يحمله من رمزية وقيمة معنوية كبيرة في مجال العلوم، فقد عبّر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بوضوح تام عن تلك القيم والمبادئ، بقوله لدى زيارته للمتحف: «إن دولة الإمارات العربية المتحدة ستظل، بحرص قيادتها وحماسة شبابها، حاضنة للعلم والعلماء المواطنين والعرب وغيرهم، من خلال دعمها وتشجيعها المواهب الوطنية وترسيخ ثقافة الابتكار والبحث، كأحد أهم مناهل المعرفة والتطوير والتحديث في مختلف الميادين التي تخدم الإنسانية، وتسهم في إسعاد البشر أينما كانوا». ومن التصريحات ذاتها يمكن استخلاص الدلالة الثانية، وهي أن دولة الإمارات العربية المتحدة تؤمن تمام الإيمان بقدرة شبابها، اليافعين المفعمين بالحيوية، على تحمّل مسؤولية تنمية بلادهم والنهوض بمجتمعهم، ولذلك فهي توفر لهم كل سبل الدعم وأشكاله: المادي والمعنوي، لتمكينهم من تحمل هذه المسؤوليات. وتحفزهم على نهل المعرفة والعلوم واكتساب الخبرات والمهارات في المجالات والمهن الفنية الدقيقة، وتشجعهم على دخول أسواق العمل المحلية والعالمية والمنافسة فيها بقوة، والانخراط في مجال ريادة الأعمال، ولاسيما في المشروعات القائمة على الإبداع والابتكار. كل ذلك من منطلق أن الشباب هم القوة المحفزة الأولى والأساسية للانتقال بالمجتمع الإماراتي إلى مصافّ الدول الأكثر تطوراً في كل مناحي الحياة، وصولاً إلى مستقبل تنموي مستدام. الدلالة الثالثة تتعلق بأن طموح الإمارات في مجال تمكين العلم والمعرفة وترسيخ ثقافة الابتكار والإبداع في المجتمع، وتوظيف كل ذلك في خدمة أهداف التنمية، هو طموح ليس مقتصراً على مجتمعها المحلي، فهي تطمح إلى المساهمة في تحقيق ذلك على المستوى العالمي، إسهاماً منها في نهضة البشرية وارتقائها، والوقوف إلى جانب الإنسان في أي مكان من العالم. وأخيراً، فإنه من الضرورة بمكان تأكيد أن دولة الإمارات العربية المتحدة تؤمن، منذ إنشائها، بأن العلم والمعرفة هما السبيل نحو التنمية، ولقد دأب الأب المؤسس، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على تأكيد ذلك، بقوله «إن العلم هو الطريق الوحيد للنهضة والتقدم ومواجهة تحديات العصر وخدمة التنمية.. فالعلم والثقافة أساس الحضارة وحجر الأساس في بناء الأمم». عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية