يتعين على هيلاري رودهام كلينتون التي يحتمل أن تصبح أول رئيسة للولايات المتحدة أن تخوض السباق إلى البيت الأبيض، باعتبارها زوجة الرجل الذي شغل المنصب ذات يوم. وظهرت تركة بيل كلينتون بالفعل، بعد مرور أيام قليلة من تدشين الحملة، فقد نشرت «واشنطن بوست» تقريراً بشأن الخطب التي ألقاها بيل وهيلاري كلينتون مقابل المال، وفي التقرير نرى رجلاً يستطيع جذب انتباه الجميع دون شك، وجمع ما يزيد على 100 مليون دولار مقابل خطب ألقاها بين عامي 2001 و2013. ومع أن معظم الانتباه يتركز على علامات الاستفهام التي يمثلها بيل كلينتون لشريكته في الحياة والسياسة والأعمال الخيرية، لا يساور القلق كثيرا أنصارها فيما يبدو بشأن تكرار هفوات بيل كلينتون في حملة هيلاري لسباق الرئاسة لعام 2008 عندما قال فيما يتعلق بتصوير باراك أوباما لسجل هيلاري في العراق «أرحني قليل، والموضوع برمته أكبر قصة خرافية شهدتها». وحينها قارن بيل كلينتون بين انتصار أوباما في الانتخابات التمهيدية في «ساوث كارولاينا» وانتصار القس «جيسي جاكسون» في الولاية قبله بعشرين عاماً، واتهم حملة أوباما بأنها «لعبت بورقة العنصرية». وبعد ذلك بسبع سنوات اقترح كلينتون نفسه أنه انتهى إلى الأبد حين صرح لمجلة «تاون آند كانتري» في الآونة الأخيرة أنه أخبر زوجته أنه يعتقد أنه لم يعد صالحا لخوض أي تحد. ويؤكد «بيتر فوكس بنر المستشار في مجال الطاقة أن عدم دخول بيل كلينتون حلبة السباق حتى الآن سببه أن الناخبين يتعين عليهم أولاً أن يسمعوا الرسالة من هيلاري، وأن «على الجميع أن يفهموا أنها المرشح وليس هو، ولا بد أن يكون هذا واضحاً وأعتقد أنه واضح». وذكر «كريس ليهان» المسؤول الإعلامي السابق للحملة الرئاسية لـ«آل جور» أن التحدي لأي نائب رئيس يخوض سباق الرئاسة يتمثل في أن عليه إظهار استقلاليته وقوته لأن طبيعة عمله كنائب رئيس ثانوية وداعمة فحسب. وأضاف أنه تعرض لأمور مثل هذه مع آل جور الذي تعين عليه إثبات أنه مستقل، لكن هيلاري لا تحتاج لإبعاد نفسها بفضل الفترة التي قضتها عضوا في مجلس الشيوخ الأميركي ووزيرا للخارجية. ويجادل «ليهان» أن حتى منتقديها لا يشكون في قوتها. ونظراً إلى أن رسالتها المحورية هي الاقتراب من الطبقة الوسطى، تساءل »ليهان«: منْ لديه سجل أفضل من بيل كلينتون في التواصل مع الطبقة الوسطى؟» -------- ميليندا هينبيرجر، محللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»