من هوان الدهر أن نجد الأقزام الذين ارتموا في أحضان الدولة الفارسية يتطاولون على قادة الأمة وكبارها ويصرخون في خطبهم من شدة الألم الذي أحدثته نيران «عاصفة الحزم» في صدورهم بلغة هستيرية عبر قنواتهم الفضائية. وهؤلاء يدعون أنهم هم الزعماء هم الأبطال والقادة الذين يحق لهم التطاول على الدول والشعوب وقادة الأمة العربية هم المنتصرون في الأخير بتعابير تفوح منها لغة الكراهية والتطرف والطائفية المعادية للعرب والعروبة وهم بمثل هذه الخطابات الهزلية والمليئة بنفاياتهم ذات الرائحة الكريهة يظنون أنهم سوف يغيرون عقارب الساعة ومسار التاريخ العربي الذي تحرك بقوة مع عاصفة الحزم التي قطعت اليد الإيرانية التي تمادت كثيراً في العبث بأمن المنطقة العربية القومي، بل وأحدثت في داخله حالة من المشاهد المروعة والمشتعلة في العراق وسوريا واليمن بعد أن دعمت مجموعاتها الإرهابية وأذرعها السياسية بالمال والسلاح وأوعزت إليها أن تقوم بزعزعة أمن واستقرار المنطقة العربية . إشكالية هذه الجماعات التي تربت عقولها على مناهج طائفية وتغذت أفكارها المتطرفة على سموم تلك المناهج تبدو اليوم واضحة بدقة في ممارسات «الحوثيين» في اليمن و«حزب الله» في لبنان ومليشيات «الحشد الشعبي» في العراق والمعارضة الشيعية في البحرين، وما يفعله العلويين في سوريا. ولو تأملنا أكثر إشكالية ممارسات هذه الجماعات التي احتضنتها إيران في الدول العربية وجعلتها عبارة عن أذرع سياسية لها في داخل هذه الدول وضعتها في خانة إنجازاتها في المنطقة العربية. لو تأملناها أكثر لوجدنا أن إيران بأيديولوجيتها البغيضة جعلها ثائرة على أوطانها ليس لديها رضى ولا ولاء للوطن الذي تعيش فيه، بل الأكثر من ذلك أنها تتفاخر علانية بأن ولائها الأول والأخير للدولة الإيرانية، وهذا ما قاله نائب الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم «إن الحزب وقيادته لهم الفخر أن يكون مع إيران» وكأنه ليس مواطناً لبنانياً. إذاً فإن مخاوف دول الخليج العربية لم تأتِ من فراغ، بل إنها جاءت نتيجة تجربة طويلة مع مثل هذه المليشيات التي تتحين الفرصة للإضرار بأمن الخليج العربي والمنطقة لحساب الدولة الفارسية وليس لديهم مانع من خدمتها باستئجار الذمم وزرع الفتن وإشعال فتيل الحروب في المنطقة. إيران لا تفكر في مخاطر وتبعات هذه اللعبة الاستفزازية الخطيرة في المنطقة العربية، بل إن كل ما تريده هو إظهار مكانتها كقوة إقليمية في المنطقة أي شرطي الخليج حتى ولو كان ذلك على حساب العرب وعلى حساب إزهاق الأرواح العربية فهي بكل وضوح لا يهمها من بعيد أو قريب الاستقرار والسلام في المنطقة أو أن تكون هناك سياسة معتدلة كل ما يهمها هو أن تكون هي الدولة المهيمنة هي شرطي المنطقة.