«أنا مشارك».. هكذا كان نص رسالة البريد الإلكتروني التي أرسلها «هيثر بوديستا» العضو في جماعة ضغط إلى الأصدقاء يحثهم فيها على المشاركة في الحملة الانتخابية الرئاسية للمرشحة «الديمقراطية» هيلاري كلينتون. و«بوديستا» لن يكون وحده. فهناك أيضا «ستيف إلميندورف» مستشار حملة هيلاري كلينتون الرئاسية لعام 2008 و«سكوت باستريك» صاحب الفضل في النصر الذي أحرزه بيل كلينتون في الانتخابات الرئاسية لعام 1992، قد عادا أيضاً للعمل بعد أن أعلنت حملة كلينتون هذا الأسبوع ما يفيد تخليها عن سياسة أوباما الخاصة برفض حصول الحملة على أموال من جماعات الضغط. وساعد إنشاء جماعات سياسية غير هادفة للربح على تجاوز مصدر تمويل كان حيوياً في السابق، وهو مساهمات جامعي الأموال التي كان يقوم بها أعضاء جماعات الضغط. لكن بعض أعضاء هذه الجماعات استطاعوا التأثير بوسائل أخرى مثل تبرعات أفراد الأسرة. وطلبت حملة كلينتون من جامعي التبرعات ألا يجمعوا أكثر من 27 ألف دولار في كل شهر. وهذا يعني فعلياً جمع عشرة شيكات قيمة الواحد منها 2700 دولار- وهو الحد الأقصى الاتحادي للحملة في كل انتخابات. ولم توضح الحملة إذا ما كانت ستضع أهدافا أعلى أو تحدد فئات إضافية لجامعي «حقائب التبرعات» لاحقاً في الانتخابات رغم أن الاحتمالين واردان فيما يبدو. وفي حملة إعادة انتخاب الرئيس جورج بوش عام 2004، أُطلق على أصحاب «حقائب التبرعات»، الذين جمعوا 200 ألف دولار «الحراس» أما الذين جمعوا 100 ألف دولار لصالح الحملة فقد وصفوا باسم «الرواد». وذكرت تقارير أنه في «تقييم نهاية الأسبوع» للحراس والرواد كان صفوة أصحاب «حقائب التبرعات» في حملة بوش يحظون بالاستمتاع بمسابقة لإطلاق النار مع نائب الرئيس ديك تشيني أو يلعبون الجولف مع محترفين كبار. ويؤكد مؤيدو هيلاري كلينتون أنه لم يعرض عليهم مغريات مشابهة. ولا يتوقعون أن تبرز وزيرة الخارجية السابقة المناسبات الكبيرة لجمع الأموال في الصحافة كثيرا. لكن مازال أمام أعضاء جماعات الضغط وآخرين الكثير من الفرص لتقديم أموال كبيرة. ومن المؤكد تقريبا أن كلينتون ستحتاج لهذه الأموال. ويتوقع جمع أكثر من ملياري دولار في السباق الانتخابي لعام 2016 والمبلغ النهائي قد يكون أكبر بكثير. جيني كمينجز: محللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»