تعي دولة الإمارات العربية المتحدة الأهمية الكبيرة التي تحتلها فئة الشباب في أي مجتمع، فهي الفئة التي تُعتبر الأكثر تميزاً فيما يتعلق بالقدرة على الابتكار والإبداع، والديناميكية والانطلاق نحو المستقبل، ناهيك عن كونها الفئة الأكثر قدرة على العمل والإنتاج، كما أنها الفئة التي يُعوَّل عليها في قيادة المجتمع نحو أوضاع أفضل في المستقبل، لا سيما أن شباب اليوم هم رجال وقادة المستقبل. وقد ظل الأب المؤسس، طيب الله ثراه، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، يقول: «إنني أؤمن بالشباب، ولابد أن يتولى‏? ?المسؤولية ?الشبابُ ?المثقف ?من ?أبناء ?البلاد، ?فالشباب ?لا ?ينقصه ?الحماس، ?وما ?دام? ?متحمساً ?ومؤمناً ?بوطنه ?فإنه ?قادرٌ ?على ?استيعاب ?كل ?جديد.. ?إننا ?ننتظر ?من ?الشباب ?ما ?لم? ?ننتظره ?من ?الآخرين، ?ونأمل ?من ?هذا ?الشباب ?أن ?يقدم ?إنجازات ?كبرى ?وخدمات ?عظيمة ?تجعل ?هذا? ?الوطن ?دولة ?حديثة ?وبلداً ?عصرياً ?يسير ?في ?ركب ?العالم ?المعاصر»?. وما زالت الإمارات تسير على النهج نفسه، وتسعى حثيثاً لتمكين الشباب، عبر توفير قنوات التعليم والتدريب المتطورة، وبرامج التوعية ومصادر الثقافة والمعرفة الحديثة، والأندية الرياضية المتنوعة، ناهيك عن توفيرها الخدمات الصحية المتطورة من أجل جعل الإنسان الإماراتي عموماً، والشاب الإماراتي خصوصاً، قادراً على المنافسة بقوة في أسواق العمل، لشغل الوظائف والمناصب التي تحقق تطلعاته على المستوى الفردي، وتلبي تطلعات مجتمعه نحو التطور والتنمية. ومن هذا المنطلق، تتخذ الإمارات العديد من الإجراءات التشريعية والتنفيذية، التي تمكِّن طلاب الجامعات من دخول سوق العمل، لا سيما فيما يتعلق بشغل الوظائف المؤقتة، على ألا يطغى ذلك على مسؤولياتهم الدراسية والجامعية، إذ استحدثت وزارة العمل تصريحاً للعمل المؤقت، يتيح للمنشآت استخدام أيدٍ عاملة (مواطنين ومقيمين) بشكل مؤقت، وذلك في الأعمال التي تقتضي طبيعة تنفيذها أو إنجازها مدة لا تزيد على ستة أشهر. وتشمل الفئات المسموح لها بالحصول على هذه التصاريح الطلاب من سن 18 سنة. هذه المبادرة لها أهمية خاصة بالنسبة إلى المجتمع الإماراتي بشكل عام، لما لها من فوائد اقتصادية وتنموية عديدة. ولقد عبَّر المسؤولون والخبراء المتخصصون في قضايا سوق العمل في الدولة عن ذلك، في إطار الاستطلاع الذي أجرته صحيفة «الخليج» مؤخراً عن هذه الفوائد، مؤكدين أن المبادرة تنعكس إيجابياً على الشباب أنفسهم في المقام الأول، إذ توفر لهم فرصة الاحتكاك المبكر بسوق العمل، والتعرف إلى المهارات والخبرات الأكثر طلباً فيه، وتسمح لهم باكتساب القدرات اللازمة، كما أنها تجعلهم أكثر ثقة في أنفسهم مقارنة بأقرانهم الذين لم يمروا بالتجربة نفسها، الأمر الذي يجعلهم أقدر على المنافسة في أسواق العمل لدى تخرُّجهم وإكمالهم الدراسة، وبالتالي الحصول على فرص العمل التي تتناسب مع تطلعاتهم وطموحاتهم. وعلى الجانب الآخر، فالمجتمع الإماراتي نفسه سيستفيد استفادة كبيرة من هذه المبادرة، إذ سيتمكن من توظيف القدرات الكبيرة التي يمتلكها جيل الشباب، مقارنة ببقية الأجيال، فيما يصبُّ في مساره التنموي، ويساعد الدولة على تحقيق طموحاتها المتعلقة ببناء مجتمع معرفي قائم على الإبداع والابتكار، وقادر على المساهمة في مسيرة التطور العالمي. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.