سعى الحاخام الأميركي «شمولي بوتياك» في مقاله حول إيران الذي نشرته صحيفة «نيوجيرسي جويش ستاندرد» في بداية الشهر الجاري، إلى استبدال مواقف واشنطن ببعض التكهنات عن العنصرية. وقال: «تخيلوا لو أن آية الله علي خامنئي كان يهدد بقتل كل السود في الشرق الأوسط، فهل كانت الحكومة الأميركية ستتفاوض معه؟». وأشار «بوتياك» إلى أن الإدارة الأميركية تواجه «خزياً دولياً» بسبب شرعنتها لحكومة لها نية عنصرية وتعتزم القيام بإبادة جماعية ضد جماعة عرقية معترف بها. وتساءل لماذا يُعتبر التهديد بقتل اليهود أمراً مقبولاً؟ ووصف «بوتياك» الرئيس أوباما بأنه «شخصية تاريخية»، فهو أول رئيس أميركي من أصل أفريقي، وقال إنه لم يشك في أن أوباما «صديق للشعب اليهودي»، ولكنه أضاف: «إننا شهود على تفاوض أول جمهورية والقوة العظمى الوحيدة مع حكومة أجندتها المعلنة هي القيام بهولوكوست ثانٍ». ثم أعلن «بوتياك»: «نحتاج أن يدافع أوباما عنا». وفي الحقيقة ليست لدي فكرة كيف يمكن أن يرد أوباما على تخيل «بوتياك» بشأن نية «خامنئي قتل السود»، ولا يمكنني أن أزعم أنني أتحدث نيابة عن الأميركيين الأفارقة. ولكن من جانبي، لو كنت أنا وأسرتي في الشرق الأوسط، ونواجه ذلك التهديد، لأردت من حكومتي اتخاذ كافة الخطوات الضرورية لقطع كل الطرق التي يمكن أن تؤدي إلى تطوير مثل ذلك القائد العنصري سلاح نووي. ويقودني ذلك إلى الحديث عن إطار العمل الذي تم التفاوض عليه مؤخراً مع إيران. فلو أن هناك طريقة للقيام بجهود شاملة ومراقبة طويلة الأمد تتضمن عمليات تفتيش قوية ومكثفة على البرنامج النووي الإيراني، فأرى أنه لابد من فعل ذلك. وإذا كانت حكومتي، التي تتعاون مع قوى عالمية أخرى، يمكنها منع إيران من الحصول على قنبلة باستخدام اليورانيوم المخصب، فهذا أمر محمود. ولو أن أوباما، بالتعاون مع قادة العالم، حملوا إيران على الموافقة على عدم تخزين المواد اللازمة لصنع أسلحة، ومنح مفتشين دوليين قدرة غير مسبوقة على الوصول إلى برنامجها النووي، ووضع قيود صارمة على برنامجها لأكثر من عشرة أعوام، وفرض تدابير شفافية غير مسبوقة ستستمر لعشرين عاماً على الأقل، عندئذ سأشجع ذلك، وبالطبع، لا يجب رفع العقوبات قبل التزام إيران ببنود الاتفاق النهائي. كولبرت أي. كينج: محلل سياسي أميركي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»