أعلن السيناتور «الجمهوري» بول راند أول أمس عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية. ويقول «بول» عن نفسه إنه «نوع مختلف من الزعماء الجمهوريين»، وهو يقصد بذلك أنه من النوع الذي يؤمن بالتحررية. غير أن الحقيقة هي أنه كلما اقترب «بول» من الرئاسة، كلما أصبح أقل تشبعاً بالتحررية. بل يمكن القول إن تطوره يمثل نموذجاً لأي مدى من الصعب على سياسي محنك مثله أن يعيد بناء حزبه. بول يحاجج بأن حرصه على الحريات المدنية، وتشككه بشأن جدوى التدخل في الخارج، ورغبته في التراجع في «الحرب على المخدرات» كلها عوامل ستُكسبه دعم الناخبين الذين لم يسبق لهم أن صوتوا يوماً لمصلحة «الجمهوريين». وقد سبق له أن تحدث كثيراً عن ضرورة جلب مزيد من الأقليات والشباب إلى الخيمة «الجمهورية»، كما عبّر عن أمله في تغيير صورة حزبه على غرار ما فعله «بيل كلينتون» في 1992 كـ«نوع مختلف من الديمقراطيين». غير أن ثمة سببين لعدم نجاح «بول» في تغيير الحزب «الجمهوري» على طريقته. الأول هو أن عدد «الجمهوريين» الذين يعارضون مواقفه هو أكبر من عدد «الجمهوريين» الذين يدعمونها. كما أن معظم «الجمهوريين» لديهم في السياسة الخارجية آراء فضفاضة وغير واضحة تتغير مع الوقت. وعلى سبيل المثال، فإن سنوات من إراقة الدماء في العراق وأفغانستان جعلتهم أقرب إلى «الحمائم»، ثم جعلتهم أخبار الاعتداء من روسيا و«داعش» لاحقاً أقرب إلى «الصقور». غير أنه بين «الجمهوريين» هناك عدد أكبر بكثير ممن يؤيدون استعمال القوة، أو التهديد بها في الخارج مقارنة مع من يؤيدون خفض النفقات. وبالتالي، فإن «بول» ما كان سيساعد نفسه إنْ هو كشف عن آرائه الحقيقية بخصوص السياسة الخارجية في الحملة الانتخابية. أما السبب الثاني، فهو أن «الجمهوريين» لا يعتقدون أنهم في حاجة للتحرك في اتجاهه بخصوص هذه المواضيع قصد الفوز في الانتخابات، إذ يعتقد معظمهم أن موقفاً متشدداً وحازماً نسبياً بشأن السياسة الخارجية هو شيء إيجابي، وليس عبئاً أو إعاقة. أما بخصوص مواضيع «بول» الأخرى، فإن التحرك في اتجاهه قد يساعد الحزب، ولكن قليلاً فقط. بعبارة أخرى، إن «الجمهوريين» لا يعتقدون أن مواقفهم بخصوص هذه المواضيع في حاجة لتغيير كبير. رامش بونورو: محلل سياسي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»