ينطوي الدور الذي تقوم به الدبلوماسية البرلمانية للمجلس الوطني الاتحادي على أهمية متزايدة، ليس فقط في تعزيز أهداف دولة الإمارات العربية المتحدة ودعم سياستها الخارجية، والتعبير عن ثوابتها في المحافل الإقليمية والدولية، وإنما أيضاً في تطوير العمل البرلماني الدولي، والتقدم بمقترحات بناءة تخدم قضايا الأمن والتنمية والسلم الدولي، والتصدي لكل الأخطار التي تعوق مسيرة التقدم والتنمية لشعوب الأرض قاطبة. وقد عبّرت اجتماعات الجمعية 132 والدورة 196 للمجلس الحاكم للاتحاد البرلماني الدولي، التي عقدت في العاصمة الفيتنامية هانوي، مؤخراً، عن هذا الدور المتميز للدبلوماسية البرلمانية الإماراتية. فقد شارك وفد الشعبة البرلمانية الإماراتية برئاسة معالي محمد أحمد المر، رئيس المجلس الوطني الاتحادي، بفاعلية في اجتماعات اللجان الدائمة والأجهزة التابعة للاتحاد، وتقدم بعدد من المقترحات المهمة، كمقترح (الميثاق البرلماني العالمي لتمكين الشباب وصيانة حقوقهم وحمايتهم من التطرف)، الذي يستهدف وضع ميثاق برلماني عالمي لتمكين الشباب سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، وأن تكون هناك رؤية برلمانية دولية بشأن تطوير حقوق وواجبات وحريات الشباب، من خلال البرامج الوطنية والخطط الاستراتيجية لتقويتهم وإدماج قضايا الشباب في سياسات وبرامج التنمية للدول. وأسهم وفد الشعبة البرلمانية الإماراتية المشارك في اجتماعات وأنشطة «الاتحاد البرلماني الدولي»، في تقديم الدعم الفني للاتحاد، وتعزيز الأهداف العامة له، التي تصب في تعزيز الأمن والسلم الدوليين. وهذه المشاركة الفاعلة لوفد الشعبة البرلمانية الإماراتية في اجتماعات «الاتحاد البرلماني الدولي» تعكس بوضوح الدور المتميز الذي باتت تقوم به الدبلوماسية البرلمانية في خدمة أهداف السياسة الخارجية للدولة، وتوضيح مواقفها إزاء القضايا المختلفة، وظهر هذا واضحاً في تأكيد الشعبة البرلمانية دورَ الإمارات الإنساني الداعم للملايين من المهجرين واللاجئين من سوريا والعراق وغيرهما، والتحذير من خطر التطرف والإرهاب الذي يهدد الأمن والاستقرار والتعايش بين الأديان، وتأكيد ثوابت الموقف من قضية الجزر الإماراتية الثلاث «طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى»، التي تحتلها إيران، والذي يقوم على الحوار والالتزام بكل الطرق والوسائل السلمية لإنهاء الاحتلال الإيراني لهذه الجزر الإماراتية. هذا الأداء المتميز لوفد الشعبة البرلمانية في اجتماعات «الاتحاد البرلماني الدولي» يؤكد بوضوح أن الدبلوماسية البرلمانية أصبحت إضافة ثرية إلى السياسة الخارجية الإماراتية، وأداة مهمة لعرض مواقف دولة الإمارات العربية المتحدة والدفاع عن قضاياها في جميع الفعاليات البرلمانية. وهذا الدور كان له عظيم الأثر في كسب الدعم البرلماني الدولي لقضية الجزر الإماراتية، حيث نجحت الوفود البرلمانية الإماراتية في كثير من الاجتماعات البرلمانية على الصعيدين الإقليمي والدولي في دعم موقف الإمارات وسيادتها على جزرها الثلاث، كما لعبت التحركات الخارجية للشعبة البرلمانية دوراً ملموساً في تعزيز علاقات الإمارات مع العالم الخارجي، ما يفتح آفاقاً جديدة للعمل الدبلوماسي، ويقدم إسناداً حيوياً لجهود الإمارات نحو الانفتاح على دول العالم، وإقامة شراكات استراتيجية معها. ولا شك في أن الدور الحيوي والفاعل الذي تقوم به الدبلوماسية البرلمانية إنما يحسب للتجربة البرلمانية الإماراتية، والتطور النوعي في مسيرة «المجلس الوطني الاتحادي»، الذي أصبح يقوم بدور حيوي في الداخل والخارج، بفضل الدعم الذي يحظى به من قبل القيادة الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، والذي يؤمن بأهمية التطوير المستمر لدور المجلس، وتمكينه ليمارس مهامه بكل كفاءة واقتدار، وبما يدعم مسيرة التنمية الوطنية، ويعزز علاقات الإمارات الدولية والدفاع عن مصالحها في الخارج.