دخلت عملية عاصفة الحزم العسكرية في اليمن أسبوعها الثاني، ولا توجد في الأفق حتى الآن أي بوادر سلمية لوقف الحرب وعودة الشرعية في اليمن حسب الرؤية الخليجية المدعومة من الولايات المتحدة والغرب، والتي تتلخص بعودة الشرعية ووقف زحف الحوثيين إلى مدينة عدن الجنوبية. والسؤال الذي يطرحه المراقبون السياسيون اليوم هو: هل هناك خطة لحملة برية ضد قوات علي عبدالله صالح والحوثيين؟ البيانات الرسمية الخليجية تنفي أي تدخل بري، لكن الجانب الخليجي ربط موقفه بتطور الأحداث الميدانية على الساحة العسكرية. المشكلة اليوم وبعد مرور أكثر من أسبوع تعقدت، فالمعالجة السياسية لم تعد ذات جدوى، خصوصاً أن الحلول السياسية تتطلب تفاهمات وتنازلات من جميع الأطراف في اليمن، لا نعرف ما إذا كانت قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح مستعدة، وكذلك الحوثيون الذين لعبوا دوراً رئيسياً في جر اليمن إلى ويلات الحرب.. هل يتنازل صالح والحوثيون عن عنادهم ويدخلون في مفاوضات جادة للوصول إلى تسوية ترضي جميع الأطراف؟ هذا الوضع المعقد في اليمن يتطلب وجود استراتيجية خليجية جديدة تتخطى شراء الولاءات التقليدية للقبائل والطوائف أو شن حملات عسكرية. مطلوب من دول التعاون الخليجي عدم زج قواتها البرية في متاهات اليمن، وعليها حث جماعة الرئيس هادي منصور وأنصاره على التحرك لأخذ المبادرة والحوار مع الحركات والأحزاب السياسية في اليمن، ودورنا في مجلس التعاون هو حث الفرقاء على التفاهم والحوار ولو أن لغة الحوار ستكون صعبة إذا لم تكن النوايا صادقة، أو كان هناك فريق يطمع بالهيمنة والتوسع على حساب الآخرين. حملة «عاصفة الحزم» العسكرية ركزت على تدمير مخازن الأسلحة، والتأكد من استمرار الحظر الجوي والبحري على اليمن، والعمل على وضع حد للتدخل الإيراني في شؤون اليمن الداخلية.. ولا نعرف متى ستتوقف الحملة العسكرية، لكن المطلوب بعد انتهاء الحملة العسكرية التنسيق مع الدول العربية والمجتمع الدولي لوضع خطة استراتيجية جديدة تصب في مصلحة الشعب اليمني، وإبعاد أي تدخلات خارجية في الشؤون الداخلية. وعلينا أن نبعث رسالة واضحة للقادة في إيران وأنصارها في اليمن، نؤكد فيها أن من يريد الحوار والتفاهم ويدعو له لا يستقوى بقوة السلاح، وأن تباهي القادة الإيرانيين بالهيمنة على أربع عواصم عربية (بغداد ودمشق وبيروت، وصنعاء)، وتنقل قاسم سليماني بين العراق وسوريا بشكل واضح وعلني، وكان يتفقد قواته الخاصة، وإعلان مستشار الرئيس روحاني علي يونس أن بغداد عادت عاصمة للإمبراطورية الإيرانية، هو استفزاز لكل مشاعر العرب والمسلمين لا يمكن قبوله أو السكوت عليه. عملية عاصفة الحزم أعادت بعض الاعتبار للعرب والشرعية في اليمن ومطلوب اليوم من السياسيين العرب وأحزابهم وتنظيماتهم الطائفية إعلان موقفهم الصريح والواضح في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن من التمدد الإيراني في بلدانهم.. فلا يمكن للشعوب العربية والخليجية وبلدانها الاستمرار في السكوت وغض النظر عن السياسيين في هذه البلدان الذين لديهم أجندات طائفية لدى العرب ودول الخليج على ما يحدث في اليمن.. كفانا تدميراً لبلداننا باسم الدين والطائفية.