مع إعلان زعيم الأقلية "الديمقراطية" في مجلس الشيوخ «هاري ريد»، يوم الجمعة الماضي، أنه لن يسعى إلى إعادة انتخابه في عام 2016، قد تبدو تلك فرصة نادرة يمثل فيها تقاعد مسؤول عن منصبه راحة لحزبه. ويمكن الآن لـ"الديمقراطيين" ترشيح وجه جديد لم يحرقه سجل «ريد» من الكذب والتدمير والازدراء السياسي لتقاليد مجلس الشيوخ. وبداية من مهاجمته لـ"الجمهوريين" وأنصارهم، أو إلقاء ادعاءات لا أساس لها حول "مت رومني"، استخدم «ريد» موقعه في نشر أباطيل وافتراءات لا تلائم إلا جماعات الضغط الإعلامي المناهضة لـ"المحافظين". ولا يقتصر الأمر على الإفك البين في ادعاءاته، وإنما انطوت على شخصنة للأمور ونبرة فاحشة، إذ اعتبر «ريد» أن خصومه يدمرون أميركا، وربما ينخرطون في أنشطة غير مشروعة. وفي الحقيقة، إن ما فعله «ريد» لتسميم مناخ النقاش السياسي وجرّ مجلس الشيوخ إلى الوحل، فاق أي زعيم آخر في المجلس يمكنني تذكره. وعلى الرغم من ذلك، أفضى بقاء «ريد» في منصبه، عندما كان زعيماً للأغلبية، خراباً منقطع النظير. فحال دون إجراء التعديلات، ورفض إجراء التصويت، وتحدى الدعوات إلى تمرير الموازنات، وكان ذلك هو «إسهامه» الواضح أثناء إدارة أوباما. وفي نهاية المطاف كلّف حزبه أغلبيته في مجلس الشيوخ، عندما لم يتمكن أعضاؤه من تبرير فشلهم، وعدم تحقيقهم سوى قليل من الإنجازات. وقد كان أكثر قراراته إضراراً بالديمقراطيين رفضه إجراء تصويت على مشروع قانون «ميندينيز ـ كيريك» لفرض مزيد من العقوبات على إيران، ومن ثم سمح لإدارة أوباما بمواصلة السير في طريق الاسترضاء، وهو ما قد يسفر عن اتفاق مرعب. وإن حدث ذلك، فإن «ريد» يتحمل جزءًا من المسؤولية. وحتى يومنا هذا، يواصل الحيلولة دون تمرير قانون مكافحة الاتجار في البشر، مراعاة لجماعة ضغط متطرفة مؤيدة للإجهاض، التي اعتبرت صياغة القانون مستهجنة. وفي نهاية المطاف، استغل «الخيار الدستوري» في الدفع بتعيينات رئاسية وقضاة في المحاكم، مرسخاً مبدأً قد يوسعه الزعماء اللاحقين ليصبح قانوناً أو يمتد إلى تعيينات المحكمة العليا. والنتيجة ستكون طبقة من الموظفين الحزبيين غير المؤهلين تماماً، يتم اعتمادهم على أساس الولاء الحزبي. وحتى إذا احتفظ "الديمقراطيون" بمقعد نيفادا الذي يشغله «ريد»، فعلى "الجمهوريين" أن يفرحوا، ذلك أنه على الرغم من أن الخلفاء المحتملين لـ «ريد»، ومن بينهم السيناتور «تشاك شكومر»، خصوم شرسون، لكن أيًّا منهم يمكنه تحسين وإثراء عمل مجلس الشيوخ. جنيفر روبين: كاتبة أميركية يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»