على وقع أحداث ملتهبة في الإقليم، اختتمت القمة العربية أعمالها ببيان يؤكد اعتماد عملية «عاصفة الحزم» لاستعادة الشرعية في اليمن، وإقرار «القوة العربية العسكرية المشتركة». وفي كلمته في القمة اتهم الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، إيران بزعزعة استقرار بلاده، ووصف «الحوثيين» بأنهم «دمية في يد إيران»، لقد أخطأت إيران في فهم المشهد العربي، بعد أن عبرت البوابة العراقية محاولة إعادة استنساخ تجربة مسارح الدمى التي تحركها عمائم ولاية الفقية، واللعب على الطائفية في الساحة اليمنية بدعمها لأقلية مقابل أكثرية، وستتحمل السياسة الإيرانية عاقبة «الاستكبار» الحوثي. فـ«عاصفة الحزم»، هي البداية في ظل نظام عربي جديد يتشكل على وقع العملية العسكرية في اليمن.«عاصفة الحزم» قلبت أوراق اللعبة الإيرانية، وارتفع صوت جعجعة التهديد الإيراني، فبعد أن صرح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف «بأن الضربات الجوية ستؤدي إلى إراقة الدماء وتنتهك سيادة اليمن، مطالباً بوقف فوري لهذه العمليات»، هدد الحرس الثوري الإيراني الدول المشاركة بأنها ستتلقى «رداً موجعاً»، وتردد صدى التصريحات الإيرانية على لسان أذنابها في المنطقة، حيث وصف حسن نصرالله أمين عام «حزب الله» اللبناني عملية «عاصفة الحزم» بـ(العدوان على اليمن، وإن هدف العملية أكبر من إعادة «هادي» إلى الحكم، وأن كل من يرضى بالحرب على اليمن فهو شريك فيها)، لقد استطاعت السعودية حشد عدد من الدول العربية والدولية في وقت قياسي لدعم تحركها العسكري، وأظهرت الدول العربية والرأي العام العربي دعماً غير مسبوق للعمل العسكري الذي أنهى حالة من الجمود العربي في وجه المشروع الإيراني، حيث كان وزير الخارجية السعودي قد حذر من أن الدول العربية والخليجية ستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية المنطقة من «عدوان الحوثيين»، إذا لم يتم التوصل إلى تسوية سلمية، فانتقل العرب إلى الفعل وإعادة التوازن للخارطة السياسية والاستراتيجية ومحاربة المشروع الصفوي التوسعي. وكشف التضامن العربي والدولي النظرة المشبوهة للدور الإيراني في المنطقة، وأن هذه الدول لا تقر لها بحق الاضطلاع بالدور الذي تتطلع إليه، وبالأسلوب الذي تعتمده في انتزاع هذا الدور، وتوافقها على أن إيران بتدخلها السافر في المنطقة العربية تشكل تهديداً لأمن الخليج وللأمن القومي العربي. لقد تعاملت دول الخليج مع الجارة الشمالية بمقتضيات حسن الجوار، ولكن الدول الخليج تستطيع وبسهولة استخدام ذات السلاح الذي يستخدمه النظام الإيراني في دعم الأقليات والأحزاب الشيعية في دول الجوار والدول العربية، إذ يمكن دعم الحركات الانفصالية وزعزعة استقرار إيران بتفجير «ثورة الأقليّات»، فمن المعروف أن النظام الإيراني يواجه مخاوف متزايدة من شبح نشوب نزاعات داخلية مسلحه ذات طابع اثني أو عرقي في الجسد الإيراني، فخطر انجراف إيران إلى حرب أهلية، أو إلى صراع عرقي أو طائفي أصبح هاجساً أمنياً، وحتى وقت قريب لم تكن التوازنات الإقليمية تصب في مصلحة هذه الأقليات، ولكن بعد «عاصفة الحزم» ظهرت بوادر تململ الأقليات في إيران، حيث عمت الفرحة في شوارع الأهواز وتحدثت تقارير إعلامية عن خروج الجماهير البلوشية السُنية في مدينتي «إيرانشهر» و«سرباز» تأييداً لعملية «عاصفة الحزم»،إنها الفسيفساء العرقية والدينية في إيران، والتي حاولت الحكومة الإيرانية طمسها، بعد أن طغى نظام «الولي الفقيه» على المشهد السياسي داخلياً وخارجياً. ستُطرد إيران وأذنابها من الساحة العربية، ودول الخليج ستردم الخلايا النائمة، وستطفئ النيران الفارسية، أما في اليمن، فإن الحل السياسي يبدأ بخطوة عسكرية. والتحرك الميداني سينتهي بتسوية سياسية، وكما قالت العرب قديما فإن (آخر الدواء الكي)