تعتبر الحدود بين أفغانستان وتركمانستان واحداً من الفواصل الجيوسياسية التي قلما تحظى باهتمام واسع. ولكنها أيضاً من أكثرها أهمية. ومنذ زمن ينهمر نهر «أموداريا»، وهو إحدى النقاط الفاصلة بين أفغانستان ودول الاتحاد السوفيتي السابق والآن بين كابول والعاصمة التركمانية عشق آباد، جنوباً، ويكون جزراً غير ملحوظة على طول المجرى. ومع مرور السنين، اتسعت الهوة بين الحدود على الخريطة والحدود على الأرض. وقد ظلت المنطقة الحدودية هادئة بصورة نسبية خلال الأعوام القليلة الماضية، ولكن في عام 2014، تبدلت الأحوال، واشتعلت الحوادث بين حرس الحدود التركمان وبعض القوى الأفغانية. ويزعم الأفغان أن المواطنين التركمان يستولون على أرض لهم. وادعى حرس الحدود التركمان أيضاً أنهم كانوا يحمون حدودهم. ووقع عدد من حالات الوفاة، وكثير من الحوادث، وخرجت الاحتجاجات الغاضبة على الحدود المتنازع عليها خلال الأشهر الاثنى عشر الماضية، ولا تكاد توجد دلالات في الأفق على عودة الاستقرار. وفي الوقت الراهن، ربما تكون هناك عوامل أخرى لابد من أخذها في الحسبان على طول الحدود، فمن الواضح أن الحكومة التركمانستانية لا تشعر بالاطمئنان في مواجهة تهديدات المتطرفين المحتملة كما تبدي. وعلى أية حال، لن يستطيع نظام محايد معترف به دولياً وقف المسلحين. وبالطبع، أطلقت كل من موسكو وواشنطن تحذيرات بشأن التهديد الذي يمثله تنظيم «داعش» الإرهابي على آسيا الوسطى، خصوصاً تركمانستان. وفي أفغانستان قال الرئيس أشرف غني، الأسبوع الماضي: «إن تنظيم داعش يمثل تهديداً مخيفاً على آسيا الوسطى». ولكن بين التحذيرات وتحركات الجنود التي تهدف إلى ضبط الحدود مع أفغانستان، تبدو عشق آباد قلقة. والراهن أن الحدود الأفغانية التركمانية، التي كان المزارعون والحرس المحليون لا يألون جهداً في نقل نقاط الجزر لضم أراضيها، هي بالفعل واحدة من أكثر المناطق خصوصية في المنطقة. ومع وجود مزيد من التهديدات، وإن كانت غير مؤكدة حتى الآن، حول احتمال تدفق مزيد من المتطرفين، ستصبح تلك الحدود أكثر إثارة للاهتمام بكثير. كاسي مايكل - كاتب أميركي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «تريبيون نيوز سيرفس»