عملية «عاصفة الحزم» على المواقع العسكرية التي تسيطر عليها جماعة الحوثي في صنعاء هي بداية حرب التحالف الخليجي لحماية الشرعية في اليمن، تلبية للنداء الذي وجهه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي للقادة الخليجيين والعرب والعالم لإنقاذ اليمن. الحرب المفاجئة التي باغتت الكثيرين، هل ستؤدي إلى استقرار اليمن والمنطقة ككل؟ وهل التحالف الذي تقوده السعودية ويضم 10 دول، هي حرب طائفية مفتوحة ضد جماعة معينة، أم أن الهدف منها هو تقليص النفوذ الإيراني في المنطقة؟ وهل نجاح الحملة العسكرية ضد الحوثيون في اليمن سيقود إلى تقليص دور إيران الإقليمي في المنطقة.. خصوصاً في العراق وسوريا ولبنان وقطاع غزة؟ الهدف الرئيسي للحملة العسكرية في اليمن هو حماية الأمن الإقليمي والقومي العربي ضد التوسع الإيراني في المنطقة.. فاحتلال الحوثيين لعدن تهديد للأمن الوطني للسعودية ودول الخليج ومصر والأردن. والسيطرة على خليج عدن تهدد السفن المارة نحو قناة السويس في مصر وميناء العقبة في الأردن أو القادمة منهما. ويخطئ من يظن أن «عاصفة الحزم» هدفها محاربة الشيعة ورد الاعتبار للدول السنية! فهذا الكلام بعيد كل البعد عن الحقيقة. دول الخليج والمجتمع الدولي يسعون منذ عدة أشهر لتنظيم ورعاية المفاوضات بين الأحزاب والحركات السياسية في اليمن وحثهم على التفاوض والحوار للخروج بصيغة جديدة ودستور جديد وحكومة مؤقتة والدعوة للانتخابات البرلمانية.. لكن الحوثيين ومعهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح كانوا يخططون للقفز على السلطة. وقد تحقق لهم ما يريدون إذ سجنوا الرئيس ورئيس الحكومة والوزراء.. قبل أن يهرب الرئيس إلى عدن وبقية القصة معروفة. وبمعنى آخر، فإن العمل العسكري جاء بعد استنزاف كل الوسائل السياسية والدبلوماسية لحل مشاكل اليمن سلمياً، حتى إن قادة الخليج دعوهم للحوار في الرياض أو الدوحة لكنهم رفضوا كل الدعوات. ماذا بعد الضربة الجوية؟ وكيف ستتم تهدئة الأمور في اليمن؟ بالتأكيد سيفشل الحوثيون بالعودة إلى الحوار والتفاهم بين الفرقاء في اليمن لحل المشكلة، خصوصاً وأن إيران اليوم، وبعد بدء العملية العسكرية ضد الحوثيين في اليمن، أعلنت الدعوة للحوار والتفاهم وهذا أمر مستغرب.. لأن الحوثيين ومعهم إيران رفضوا التفاهم والتفاوض وقاموا بالاستيلاء على صنعاء. لا يجوز بعد اليوم لقلة متمردة أن تفرض وصايتها على القيادة والشعب اليمني باسم الثورة والإرادة الشعبية، ولا يمكن الوثوق بالقوى والأحزاب السياسية في اليمن، فهذه القوى لم تلعب أي دور لوضع حد لتعسف الحوثيين وكأن الأمر لا يعنيها فهي قد اتخذت موقف الصمت تجاه تعدي الحوثيين على الشرعية واحتلالهم لصنعاء. وأخيراً نرى أن التمدد الإيراني لا يمكن وقفه إلا من خلال تقوية جبهاتنا الداخلية في الوطن العربي.. فلا يمكن لإيران أن تتمدد في الدول العربية لولا وجود أحزاب وحركات سياسية وسياسيين، مثل المالكي، يؤيدون نهجها الطائفي. نتمنى أن لا تتوسع الحرب في اليمن، ونأمل في عمل فعال مع الأمم المتحدة والدول المتقدمة لعودة الشرعية في اليمن.