تحذير من النفوذ الإيراني في العراق.. و"السلام الاقتصادي" بلا جدوى تحت عنوان «هزيمة داعش في العراق سيترتب عليها تنامي النفوذ الإيراني في العراق»، نشرت «جيروزاليم بوست» يوم الأربعاء الماضي مقالاً لـ«ياؤول جوازينسكي»، رأى خلاله أن الحكومة الشيعية في العراق تحتاج إلى مساعدات لمواجهة تنظيم «داعش»، لكن المشكلة أن تدشين تحالف على الأرض لمحاربة هذا التنظيم الإرهابي جعل الحكومة العراقية تطلب من إيران دخول المواجهة. وقرابة ثلثي القوات التي تحاول تحرير مدينة تكريت تنتمي إلى ميليشيات شيعية تتلقى دعماً وتوجيهاً من إيران. التحالف العربي- الغربي يشن غارات على «داعش» وأفقد الأخير كثيراً من أصوله خاصة في سوريا. لكن إيران التي يُنظر إليها البعض في الغرب «كقوة استقرار» و«كحل وليس مشكلة» ستحصل على مكاسب إذا تمت هزيمة «داعش». إيران لديها مصلحة في العراق الذي يشترك معها في حدود يبلغ طولها 1500 كيلو متر، ومن مصلحة طهران زرع كيان شيعي قوي في جنوب العراق وفي الوقت نفسه تعمل على إضعاف الهوية السُنية في جنوب العراق الذي يسيطر على البوابة الاستراتيجية للخليج العربي، علماً بأن الجنوب العراقي يحتوي على نصف احتياطات العراق النفطية. ومنذ سقوط صدام حسين، بات التوازن العسكري بين العراق وإيران يميل لمصلحة الأخيرة وسيستمر هذا الوضع في المستقبل القريب. ويؤكد الكاتب أن التدخل الإيراني في العراق دافعه الهيمنة وكسب مناطق نفوذ، وهذا منبعه طموحات إيرانية تروم الهيمنة الإقليمية، ويبدو أن العراق جزء مهم من هذا الطموح. وتأمل طهران في الحفاظ على مكاسبها في العراق، وهذا يعود إلى ضعف الدولة العراقية والكرم الأميركي وصعود الشيعة في بلاد الرافدين. تحت عنوان «نتنياهو الأفعال تتحدث بصوت أعلى من الأقوال»، نشرت «هآرتس» يوم الأربعاء الماضي افتتاحية، تساءلت في مستهلها عما إذا كان بالإمكان قبول اعتذار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على تصريحات أطلقها عشية الانتخابات البرلمانية وقال فيها: إن العرب صوتوا زرافات ووحداناً لمصلحة اليسار الإسرائيلي، حيث كانت المنظمات غير الحكومية التابعة لليسار تتعهد بنقلهم لصناديق الاقتراع عبر حافلات النقل الجماعي؟ وكيف يمكن تفسير تصريحاته كهذه مع تصريحات أطلقها نتنياهو خلال الآونة الأخيرة عند لقائه ممثلين للعرب والدروز والشركس. علماً بأن بعضاً منهم ينتمون لحزب «الليكود»؟ المسألة تتعلق بتكتيكات نتنياهو، حيث يطلق تصريحات خطيرة الغرض منها تحقيق مكاسب انتخابية، ثم يطفئ نيران هذه التصريحات في وقت لاحق، ومن بعدها يواصل سياساته دونما ازعاج. نتنياهو استخدم التكتيكات نفسها مع مسألة «الدولة الفلسطينية». فعندما كانت لديه رغبة في حشد أصوات «اليمين»، كان يصرّح بأنه لن تكون هناك دولة فلسطينية. وبعدما فاز بالانتخابات، عاد ليصرح في مقابلة تليفزيونية مع شبكة NBC بأنه لا يزال يؤمن بحل الدولتين. كل هذا يجعلنا لا نثق في تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بل يتعين علينا الحكم على سياساته بأفعاله وليس من خلال تصريحاته. في افتتاحيتها ليوم الأربعاء الماضي، وتحت عنوان «بديل لحل الدولتين: سلام نتنياهو الاقتصادي»، تساءلت «أروتز شيفا» هل يمكن لفكرة «السلام الاقتصادي» التي يروج لها نتنياهو أن تنجح؟ وحسب الصحيفة، إذا كان الباب مفتوحاً لأفكار جديدة تتعلق بحل الدولتين، فمن المؤكد العودة إلى فكرة نتنياهو الخاصة بالسلام الاقتصادي مع الفلسطينيين، وهو نوع ضروري من السلام بغض النظر عن تفاصيل المشهد السياسي على الأرض. الفكرة ظهرت في حملة نتنياهو الانتخابية عام 2009، لكنها لم تؤت ثمارها بعد. فجهود نتنياهو في هذا الإطار لم تعد تحظى بأولوية أي أنها باتت على «الموقد الخلفي»، حسب تحليل «جيل فيللر» من مركز «بيجين- السادات» للدراسات الاستراتيجية. إنها فكرة ليست عملية، حيث أُبرمت عدت اتفاقات حول مشروعات مشتركة مع الأردن، وكانت السلطة الفلسطينية لديها مبادرات متواضعة في مجال التنمية الاقتصادية كمشروع «روابي» لبناء 40 ألف وحدة سكنية، لكن نتنياهو لايرغب في مشروعات ضخمة من هذا النوع بل في مشروعات ذات طابع تجاري. وحتى إذا قبل نتنياهو، فإن الفلسطينيين سيرفضون لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي يريد استبدال الاحتلال بما فيه من تداعيات نفسية إلى احتلال اقتصادي. «إسرائيل بحاجة إلى حكومة وحدة وطنية»، بهذه العبارة عنون «بن درور يميني» مقاله في «يديعوت أحرونوت»، مستنتجاً أن الدولة ليست كخنزير البحر الهندي، والخبرات السابقة تقول إن حكومة الوحدة الوطنية رغم كل ما يعتريها من مشكلات تظل خياراً مفضلاً. الكاتب يرى أن هناك قناعات جديدة بأن «الوحدة هي كارثة» خاصة بين من يؤمنون بأن وجود نتنياهو على رأس الحكومة كارثة. لكن إذا كان هؤلاء على حق، فإن لديّ أسباب تبرر أهمية حكومة الوحدة الوطنية التي يعتبرها البعض كارثة. وتوجد شعارات لليمين واليسار تعكس فجوة كبيرة بين المعسكرين، لكن في الواقع توجد فجوة بين المتطرفين من كلا الجانبين وليس بين المعسكرين، والقناعة لم تتغير، دعونا نرى ما بجعبة هذا التحالف الذي يجمع اليمين و«الحريديم» أو اليهود الأصوليين.