ينبغي أن يخضع كل مرشح رئاسي للاختبار ويجيب بصراحة عن السؤالين التاليين: هل كان من الصواب أم الخطأ غزو العراق في 2003 من أجل خلع صدام حسين والمساعدة، بعد ثماني سنوات، على إسقاط نظام القذافي في ليبيا؟ لنرغم المرشحين على تجنب نقاط الحديث الحزبية وليعطونا فكرة عن آرائهم بخصوص التدخلات العسكرية. فغزو العراق تم في عهد شقيق المرشح «الجمهوري» الأبرز في 2016 في حين أن عمليات ليبيا كانت مدعومة من قبل المرشحة الأوفر حظاً في السباق «الديمقراطي». والحال أن العراق وليبيا باتا اليوم بلدين تتفشى فيهما الفوضى والإرهاب. وبموازاة مع ذلك، يرغم تهديد تنظيم «داعش» الأميركيين، وإنْ بشكل مؤقت ربما، على الترحيب بفكرة تدخل أميركي. السؤالان في محلهما ومهمان بالنسبة للمرشحين المتقدمين في السباقين «الديمقراطي» و«الجمهوري»، وكان «جيب بوش»، حاكم ولاية فلوريدا السابق وشقيق الرئيس السابق جورج دبليو. بوش، قد أثار موضوع العراق في خطاب في شيكاغو الشهر الماضي فاعترف بأن المعلومات الاستخباراتية حول أسلحة الدمار الشامل، التي شكلت المسوغ لقرار الغزو، كانت خاطئة وبأن الاحتلال تم على نحو سيئ. وفيما يبدو لعباً بالورقة «الجمهورية»، قال «جيب بوش» إن زيادة عدد الجنود في 2007 التي أمر بها أخوه كانت عملاً «بطوليا»، وإنْ المشاكل الحالية إنما تعود إلى فشل أوباما في الإبقاء على قوات أميركية كافية. ولكننا ما زلنا لا نعرف ما إنْ كان «جيب» يعتقد أن القرار الأصلي كان صائباً ويمكنه أن يكرره يوماً ما. أما هيلاري كلينتون، التي صوتت لمصلحة الترخيص لغزو العراق عندما كانت عضوا في مجلس الشيوخ، ودافعت عن ذلك التصويت خلال حملتها الرئاسية في 2008، فإنها ما فتئت تعترف منذ ذلك الوقت بأنها ارتكبت خطأ. غير أنها كانت من أكبر المناصرين في إدارة أوباما لإسقاط القذافي في 2011 في ما أصبح لاحقاً عملاً يحمل توقيعها. هيلاري لم يسبق أن سُئلت حول ما إن كان ذلك خطأ أيضاً. والمثير للسخرية هو أن «الجمهوريين» قد يوفروا عليها مشقة الإجابة عنها ذلك السؤال، لأنهم يركزون بدلاً من ذلك على حدث وقع لاحقاً: ضعف الإجراءات الأمنية في القنصلية الأميركية في مدينة بنغازي الليبية، حيث قتل أربعة أميركيين. ------- ألبرت هانت، محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»