جسدت التصريحات التي أدلى بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، مؤخراً، خلال حضوره جانباً من جلسة العصف الذهني لـ«مؤسسة نور دبي»، بمشاركة شباب متطوعين من الخريجين الجدد، الاهتمام الاستثنائي للقيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة بالشباب، وإيمانها العميق بدورهم في التنمية الشاملة، فقد أكد سموه أنه يعول كثيراً على الأفكار الخلاقة للشباب، ودعاهم إلى تفجير طاقاتهم الذهنية ومواهبهم في الإبداع والابتكار لبناء جيل وطني يعتدّ به في بناء دولة عصرية تقوم على الإبداع الذاتي والتميز وتوفير الفرص للمبدعين والباحثين والدارسين من أبناء الوطن العزيز وبناته. إن الإيمان بدور الشباب في بناء الوطن يترجم على أرض الواقع في سياسات واستراتيجيات تستهدف الاستثمار في قدراتهم ليكونوا مؤهلين للمشاركة بفاعلية في مختلف مواقع العمل الوطني، باعتبارهم طاقة كبيرة وخلاقة، والأمم التي تريد أن تكون في مقدمة الصفوف في التنافس نحو القمة هي التي تستثمر هذه الطاقة وتوجّهها الوجهة الصحيحة، باستثمارها في نشاطات مفيدة تخدم المجتمع وتسهم في حركة تطوره، وهذا ما تتضمنه «الاستراتيجية الوطنية لتمكين الشباب»، التي تتبناها الإمارات، بهدف تعزيز جسور التعاون بين الحكومة والشباب من أجل تحقيق «رؤية الإمارات 2021»، عبر إعداد كوادر مواطنة في التخصصات النوعية الدقيقة، تكون قادرة على مواكبة عصر المعرفة. والواقع أن الاستراتيجية الوطنية لتمكين الشباب تعبر في جوهرها عن التزام القيادة بتنمية الشباب والاهتمام بدورهم الرئيسي في مسيرة المجتمع ونهضته. وتسعى الاستراتيجية إلى تحقيق مجموعة من الأهداف في تقييم جميع الخدمات والفرص المتاحة أمام الشباب التي توفرها كافة المؤسسات والهيئات، العاملة في هذا المجال في الدولة، وتحديد مجالات التحسين وحصر التوصيات التي من شأنها تمكين الشباب في مختلف المجالات، وبناء إطار عمل للتعاون والتنسيق بين جميع العاملين في قطاع الشباب، والعمل على زيادة المشاركة الشبابية في بناء الدولة وتطورها. يرتكز مستقبل أي وطن في الأساس على طاقاته الشابة، وبقدر ما يتم تأهيل هؤلاء الشباب وامتلاكهم المهارات المعرفية والقيادية المختلفة، بقدر ما يكونون أكثر قدرة على ترجمة أهداف وطنهم، وتنفيذها على أرض الواقع، وهذا ما تدركه دولة الإمارات العربية المتحدة، وتعمل من أجله، من خلال مجموعة متكاملة من السياسات والاستراتيجيات، وتوفير جميع الظروف التي تتيح للشباب فرصة الانخراط بفاعلية في تنمية المجتمع وتطوره، من خلال توفير تعليم عصري متقدم أكثر ارتباطاً باقتصاد المعرفة، ومراكز تدريب وتأهيل متطورة، وفتح المجال للجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني للعمل في مجال رعاية الشباب وتنمية مواهبهم ومهاراتهم، فضلا عن إطلاق المبادرات التي تستهدف تنمية مهاراتهم القيادية، كل ذلك من أجل إعداد جيل من الشباب يتمتع بالوعي والثقافة ويتحلى بالثقة بالنفس، قادر على تحمل المسؤولية والقيادة في مختلف مؤسسات الدولة. وهذا ما عبّرت عنه كلمة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، بمناسبة اليوم الوطني الثالث والأربعين، والتي دعا فيها إلى «مزيد من الجهد لرعاية أبناء الوطن ورجال الغد بتركيز العمل على بناء القدرات الوطنية المتخصصة وتمكين الكفاءات المتميزة وفتح المزيد من قنوات التواصل مع الشباب لفهم تطلعاتهم وإشراكهم في وضع السياسات وتنفيذها واتخاذ القرارات وتطبيقها بما يعبئ الطاقات ويمكّنها من المشاركة الفاعلة في النهضة التي يعيشها الوطن».