تضامن عربي ودولي مع تونس.. وتصعيد أميركي ضد كركاس ليبراسيون في افتتاحية لصحيفة ليبراسيون حلّل الكاتب كمال داود بعض دلالات الهجوم الإرهابي الذي تعرّض له متحف باردو في العاصمة التونسية هذا الأسبوع، مؤكداً أن تونس تكتسي رمزية خاصة في الفضاء المغاربي، وذلك لأنها هي التي شهدت أصلاً انطلاق ما سمي بثورات «الربيع العربي»، كما أنها ظلت تعتبر لدى بعض المراقبين هي التجربة الأكثر نجاحاً واستقراراً. وكذلك تعتبر تونس أيضاً تجربة اقتصادية ذات خصوصية حيث تعتمد في الأساس على الخدمات والسياحة والموارد البشرية الكفؤة وطبقتها الوسطى المتعلمة والعريضة على هرم السكان. ولذا اعتبر كثيرون أن كل هذه الصفات ونقاط القوة هي التي جنبت التغيير السياسي في تونس جنوحاً كارثياً كذلك الذي تأدّت إليه تجربة التغيير في ليبيا وسوريا مثلاً. وزيادة على هذا قال الكاتب إن تونس تعتبر، من زوايا عديدة، هي قلب العالم العربي، والضربة التي وجهها الإرهابيون لها هذا الأسبوع هي ضربة ظلامية للثقافة لأن الهجوم وقع على متحف باردو (و«داعش» تدمر المتاحف وتكسر الآثار التاريخية بالمطرقة)، كما استهدفت السياحة (وهي من أهم موارد الاقتصاد التونسي)، ووقع الهجوم قرب برلمان (رمز الديمقراطية) حيث ينبغي أن يتم التصويت على قوانين صارمة ضد الإرهاب. وخلص الكاتب إلى أن الهجوم الإرهابي استهدف اقتصاد وديمقراطية بلد كامل، وسعى من ورائه الإرهابيون لترويع شعب، وإشاعة أجواء العنف والفوضى، ولكن قوة موقف الشعب التونسي الرافض للإرهاب، والهبّة العربية والدولية في التضامن مع تونس، أفشلا أهداف الإرهابيين سلفاً. وفي النهاية سيكسب شعب تونس الرهان ضد الإرهاب، وسيتمكن من تجاوز اللحظة الصعبة، والسير قدماً على طريق التنمية وتحقيق تطلعات الاستقرار والازدهار. لوموند قالت صحيفة لوموند في مطلع افتتاحية فككت خصصتها للحديث عن بعض مفردات المشهد السياسي الإسرائيلي ما بعد الانتخابات الأخيرة، إن نتنياهو يحاول الآن بشتى الطرق تقديم نتيجة الانتخابات التشريعية الأخيرة على أنها كانت استفتاء على شخصيته، وعلى سياسته الأمنية، سواء في ذلك ما يتعلق بطبيعة علاقاته الصعبة مع الجانب الفلسطيني، أو استمرار أعمال العنف والاستيطان في الأراضي المحتلة، أو المسألة الإيرانية. والآن يشعر نتنياهو بنوع من نشوة الغرور، منذ الإعلان صباح يوم الأربعاء الماضي عن فوزه في الانتخابات. وأمامه اليوم فرص قوية في البقاء على رأس الحكومة، وإن كان سيحتاج في النهاية إلى بذل جهود ماراثونية، وتقديم كثير من التنازلات، لحلفاء أصغر حجماً في المشهد الحزبي الإسرائيلي، ولكن التحالف معهم هو الطريق الوحيد أمامه لتشكيل ائتلاف أغلبية ومن ثم تشكيل الحكومة في تل أبيب. وإن تمكن نتنياهو من البقاء في منصبه رئيساً للوزراء ستكون هذه هي المرة الرابعة التي ينتخب فيها في ذات المنصب. وهذا، لاشك، خبر غير مفرح، على كل حال. والحال أن نتنياهو بدعوته في شهر ديسمبر الماضي لانتخابات سابقة لأوانها إنما أراد أصلاً إضعاف بعض شركائه في اليمين الإسرائيلي مثل حزب «البيت اليهودي» بزعامة نفتالي بينيت و«إسرائيل بيتنا» بزعامة أفيغدور ليبرمان، وتقديم نفسه باعتباره هو القائد الفعلي والوحيد لليمين الصهيوني. ومفهومٌ أن فوز نتنياهو في رهانه السياسي الانتهازي مؤشر على ضعف المنافسين في اليسار الإسرائيلي، وليس بالضرورة دليلاً على أن موقفه هو قد كسب التأييد، وخاصة أن شعبيته كانت متراجعة أصلاً بسبب مصاعب الاقتصاد والتفاوت في الدخل المتفاقم بين مكونات السكان في إسرائيل. وفي الأخير قالت الصحيفة إن فوز نتنياهو في إسرائيل يحمل أخباراً غير سارة للرئيس أوباما وللقادة الأوروبيين، لأنه يعني عملياً ابتعاد فرص التوصل إلى أية تسوية سلمية ممكنة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وهو ما يؤكد، مرة أخرى، تلك المقولة في الشرق الأوسط: أن التشاؤم يكون دائماً في محله، بل غالباً ما يكون على حق. لوفيغارو نشر الكاتب «باتريك بيل» في صحيفة لوفيغارو تحليلاً سياسياً بعنوان: «فنزويلا، هل تمثل تهديداً للولايات المتحدة؟»، قال فيه إنه في الوقت الذي تتواصل فيه جهود التقارب بين كوبا والولايات المتحدة وتجري خطوات المصالحة بينهما على قدم وساق، تتأزم في المقابل العلاقات بين واشنطن وكاركاس، وخاصة بعد تصريح الرئيس أوباما قبل أسبوع الذي أعلن فيه «الطوارئ الوطنية» لمجابهة التحدي الذي تطرحه الحالة الفنزويلية لأنها تمثل «تهديداً غير عادي واستثنائياً، للأمن القومي وللسياسة الخارجية للولايات المتحدة». وقال الكاتب إن هذه العبارات اتسمت بدرجة نادرة من العنف وهو ما يدعو حقاً للتساؤل عن جدية التهديد الذي تمثله فنزويلا بالنسبة لأميركا؟ فهل توعدت كراكاس مثلاً بالاعتداء على واشنطن؟ حسب علمنا لا، يقول الكاتب، الذي يذهب إلى أنه على العكس من أن تضغط تصريحات قوية كهذه على الزعيم الفنزويلي نيكولا مادورو لتغيير مواقفه، أدت به إلى رص صفوف القوميين حوله، في وقت كان نظامه يواجه فيه مشكلات اقتصادية ومالية كثيرة. وفي النهاية رجح الكاتب أن يكون الهدف الضمني من تغليظ النبرة الأميركية هو الاستعداد لفرض سلسلة عقوبات جديدة ضد كراكاس، وخاصة في ظل الانتقاد الأميركي للطريقة التي يعامل بها المعارضون في فنزويلا. إعداد: حسن ولد المختار