يتلاشى خط الدفاع الأخير في قطاع الطيران الأميركي بشكل سريع. فمرشالات الجو الفيدراليون الساخطون يتركون الخدمة بوتيرة سريعة، وفي عام 2014 وحدها ترك في المتوسط عشرة ضباط عملهم في واشنطن العاصمة شهرياً. ويبدو أنها مسألة وقت فقط قبل أن تضطر الحكومة الأميركية للنظر في عملية إصلاح كبرى في واحدة من أكبر تحديثاتها الأمنية عقب 11 سبتمبر. وسيكون ذلك أمراً محموداً إذا أرادت واشنطن إعادة التفكير في البرنامج برمته. ويكاد لا يكون هناك سبب يدعو للاعتقاد بأن جهاز مارشالات الجو الفيدراليين، الذين يعتقد أن عددهم يناهز 3500 ضابط حالياً، كان الطريقة المثلى لحماية أكثر من 2600 رحلة جوية تجارية يومية تقلع من الولايات المتحدة. وتعود فكرة حماية رحلات الركاب بحراس مسلحين إلى إدارة الرئيس كينيدي، الذي وضع عملاء حدوديين على الطائرات في رد على عمليات اختطاف نفذها كوبيون، وعرف البرنامج باسم «حارس السماء» في عام 1968، وبحلول عام 1970 أصبح هناك زهاء 1784 ضابطاً عاملاً. ورغم ذلك، تم اختطاف 75 رحلة جوية أميركية بين عامي 1968 و1972. ولم تتراجع عمليات الاختطاف حتى تم إدخال التكنولوجيا الجديدة، مثل أجهزة اكتشاف المعادن وأشعة إكس في منتصف السبعينيات، وطبقت الولايات المتحدة وكوبا قوانين مكافحة خطف الطائرات. وسرعان ما توصلت الحكومة الأميركية إلى أن مارشالات الجو لم تعد لهم فائدة، وأن أفضل مكان لضمان سلامة الطائرات على الأرض قبل الإقلاع. وخلال العقود التالية تراجعت أعدادهم لتبلغ 33 عميلاً فقط بحلول 11 سبتمبر 2001. لكن زاد عددهم سريعاً بعد ذلك، وارتفعت ميزانية برنامج «حارس السماء» من 4.4 مليون دولار في 2001 إلى 545 مليون دولار في 2003. ويكلف البرنامج حالياً 825 مليون دولار سنوياً. لذا من المنطقي التساؤل حول ما إذا كانت الأموال التي تنفق لاستقطاب حراس الجو الذين ألقوا القبض على متوسط 4 أشخاص سنوياً خلال العقد الماضي، يمكن إنفاقها على إجراءات سلامة أخرى أقل تكلفة. آدام مينتر: كاتب أميركي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»