أجمع خبراء اقتصاديون أجانب وعرب على نجاح مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي لدعم الاستثمار والتنمية، الذي دعت إليه الرئاسة المصرية، بل أوضح كثيرون أن هذا النجاح الباهر تجاوز توقعاتهم. ولا شك في أنه نجاح كبير يعود الفضل فيه أولاً إلى قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي وإدارته المقتدرة وإلى شعب مصر الوفي الصابر، وإلى الدعم غير المحدود الذي منحته الدول العربية الشقيقة وقياداتها، خاصة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت، التي ساهمت وأعطت ومنحت الشقيقة مصر ما هو أكثر قيمة من المال، وهو الثقة والتضامن الأخوي، تلك الثقة التي قال عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في كلمته البليغة في افتتاح المؤتمر: «حرصنا خلال تنفيذ مشاريعنا على توجيه رسالة للعالم مفادها أن مصر بخير وجاهزة لتنفيذ المشاريع». وعندي أن هناك نجاحاً أكبر وأعظم من هذا النجاح الاقتصادي الباهر الذي حققه مؤتمر شرم الشيخ الدولي لمصر وبمصر وأشقائها وأصدقائها الدوليين، ويتعين على القيادة المصرية المتميزة أن تحققه ليس لشعبها وحده وإنما للأمة العربية ككل، ذلك لأن «مصر كنانة الرحمن وموطن السلام وقلب العروبة وفيها خير أجناد الأرض وبها ومعها يصنع التاريخ»، ولأن «التاريخ يعلمنا بأن مصر القوية قادرة على بث الحياة في الأمة وتجديد نهضتها»، كما أحسن وأجاد القول الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. كان ذلك على الدوام، وفي مختلف مراحل التاريخ العربي والإسلامي، هو قدر مصر ودورها التاريخي الذي لا مفر لها من تحمل مسؤوليته.. ولأن مصر هي كذلك، فقد كان كل عدو للأمة العربية يدرك ذلك، وكان يسعى دائماً لطعن هذا القلب. ولقد تحمل شعب مصر الأبي متاعب هذه المسؤولية وحمل الرسالة بقوة وإيمان وحافظ عليها طوال العصور. لقد كان مؤتمر شرم الشيخ، إلى جانب أداء أهدافه، فرصة نادرة أتاحت لكل المتحدثين الأماجد أن يعربوا نيابة عن شعوبهم وأممهم عن حبهم الصادق وتقديرهم للدور الريادي لشعب الكنانة العظيم، وأن يجددوا الثقة في أن «مصر ستبقى بلد الأمن والأمان بفضل جهود وتضحيات أبنائها ودعم أشقائها وأصدقائها».. وأن يؤكدوا، كما قال الشيخ محمد بن راشد، أن وقوفهم مع مصر «ليس كرد على أحد، بل هو حب في شعبها، وليس منة على أحد بل واجب في حقها، ليس لعائد سريع نرجوه بل هو استثمار في مستقبل أمتنا». والأمل معقود على أن تتوسع المشاركة العربية والدولية، وأن تؤكد وتترجم معاني هذه المشاركة إلى استثمارات تحقق المنافع المتبادلة للأطراف كافة. ولأن خطط التنمية والاستثمارات الناجحة هي التي يكون هدفها أولاً وأخيراً الإنسان، الذي دونه لا تتحقق النجاحات المؤكدة، ودون أن يحصل على حقه في عائد التنمية والاستثمار تعليماً وصحة وعملاً مجزياً وتقدماً ورخاءً. لقد لاحظنا أن المشاريع التي قدمتها الحكومة المصرية للمستثمرين هي مشاريع جادة وطيبة، وتصب في طريق تحقيق العدالة الاجتماعية والقضاء على مشاكل الشرائح الضعيفة في المجتمع، من إسكان وصحة وتعليم.. إلخ. فليكن النجاح حليف مصر وليرعى الله شعبها وقيادتها.