حل الدولتين وصل إلى طريق مسدود.. وإيران تُوسع نفوذها في العراق «هآرتس» اعتبرت الصحيفة في افتتاحيتها خلال الأسبوع الماضي أن ما طرحه نتنياهو في خطابه أمام جلسة الكونجرس المشتركة بشأن مخاوفه من حصول إيران على السلاح النووي ليست هواجس مبالغ فيها، أو مجافية للواقع، بل تنطوي على أفكار تستحق النظر، فنتنياهو تقول الصحيفة ذهب في خطابه أبعد من مجرد كيل الاتهامات المعروفة تجاه إيران بالسعي لامتلاك القنبلة النووية، أو أنها تخدع المجتمع الدولي وبالتالي يتعين إرغامها على وقف التخصيب، بل طرح في ثنايا الخطاب ما يشبه البديل عكس ما لوحظ على خطاب نتنياهو، إذ يبدو أن نتنياهو من خلال الخطاب طرح فكرة مفادها أنه لا ضير في الانفتاح على إيران والتوصل إلى اتفاق معها شرط تغيير سياساتها الخارجية، هذه الأخيرة القائمة على استعداء محيطها والتدخل فيه، وأيضاً إطلاق التهديدات والوعيد ضد إسرائيل، فلو أن طهران التزمت بوقف دعمها للجماعات والتنظيمات الناشطة بالمنطقة وتعهدت بعدم الاعتداء على إسرائيل لأمكن السماح لها بتخصيب اليورانيوم في حدود الاستخدام النووي، لكن نتنياهو يجد نفسه محاصراً سياسياً من الحزب الجديد «الاتحاد الصهيوني» الذي يزايد عليه في الموضوع الإيراني ويزحف حثيثاً في استطلاعات الرأي قبيل الانتخابات العامة. جيروزاليم بوست خصصت الصحيفة افتتاحيتها ليوم الأربعاء الماضي للتحذير من مخاطر الميلشيات الشيعية في العراق وتحولها إلى أداة طيعة في أيدي إيران لتكريس أجندتها في المنطقة، فرغم التهديدات الكبيرة التي يمثلها تنظيم «داعش» والفظائع التي يرتكبها تدعو الصحيفة إلى عدم إغفال الدور الإيراني سواء من خلال ميلشيات عراقية تسمى «الحشد الشعبي» وتتوزع على أكثر من فصيل وتشكيل مسلح، أو من خلال عناصر "فيلق القدس" بقيادة الجنرال قاسم سليماني الذي بات العقل المدبر للعمليات العسكرية الجارية في تكريت، وتتعقب الصحيفة النفوذ الإيراني في العراق، وتحديداً المهام التي يضطلع بها سليماني، التي انطلقت مباشرة بعد الغزو الأميركي في 2003 لدرجة أن السفير الأميركي السابق لدى العراق والدبلوماسي المخضرم، رايان كروكر، أكد في تصريح لقناة «بي بي سي» أن الجنرال سليماني بات يتحكم في شبكة من الدبلوماسيين والعملاء الإيرانيين في العراق وسوريا، وإذا كان من الضروري التخلص من «داعش» باعتبارها تنظيماً إرهابياً لا مكان له في المنطقة، إلا أن الصحيفة تتساءل عن تداعيات التدخل الإيراني فهو سيؤدي إلى تنامي التوتر الطائفي في العراق، لا سيما في المناطق السُنية التي تقود الحملة ضدها الميلشيات الشيعية، ثم إن هناك السؤال الأهم المرتبط بماذا بعد القضاء على «داعش»؟ لتخلص الصحيفة في النهاية أننا سنكون إزاء عراق جديد واقع تحت الاحتلال الإيراني. يديعوت أحرنوت: كتب الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، جيورا إيلاند، مقالا في الأسبوع الماضي يرى فيه أن حل الدولتين وصل إلى طريق مسدود، وأن الملام ليس نتنياهو الذي أثيرت ضجة مؤخراً حول تصريحات نفاها لاحقاً بشأن عدم إيمانه بحل الدولتين، بل السياق العام في المنطقة الذي لا يشجع حسب الكاتب على السير في طريق حل الدولتين، فهذا الطريق الذي لم تعد تفاصيله خافية على أحد تعود إرهاصاته الأولى إلى «محددات كلينتون» في العام 2000 عندما سعى إلى دفع الطرفين معاً إلى التوافق والتوصل إلى تسوية للصراع في الشرق الأوسط، وهي ذات التفاصيل أيضاً التي لخصتها المبادرة على العربية والقائمة على انسحاب إسرائيل إلى حدود 67 مع تبادل محدود للأراضي واقتسام للقدس، وأيضًا ترتيبات معقدة تخص مسجد القبة، ويضيف الكاتب أن تلك المحددات التي طرحها كلنيتون على ياسر عرفات وإيهود باراك لم تأت على ذلك بقاء إسرائيل في غور الأردن ولا السيطرة على الأجواء كما هو مطروح حالياً، كما أن المبادرة العربية زادت على ذلك بتطبيع العلاقات مع جميع الدول العربية والإسلامية بعد الانسحاب من كل الأراضي المحتلة بما فيها الجولان، لكن إلى أي حد يمكن الركون إلى هذا الحل في ظل المستجدات الإقليمية؟ يجيب الكاتب أن الأمر صعب أولا لأن «حماس» مسيطرة على قطاع غزة وتتمتع بشعبية مهمة في الضفة الغربية، وهو ما لا تستطيع إسرائيل التعامل معه، وأيضاً لصعوبة الانسحاب من غور الأردن فيما المملكة الهاشمية مهددة بخطر «داعش» الذي بات على الأبواب، ما يعني أن ما يطرحه نتنياهو من «سلام اقتصادي» يبقى أفضل المتاح حالياً. إعداد: زهير الكساب