نجحت هيلاري كلينتون في تحقيق واحدٍ من أهم الانجازات المثيرة للاعجاب في تاريخ الولايات المتحدة السياسي. فقد وحدت حزبها حولها، ربما لضمان الحصول على ترشيح رئاسي في وقت مبكر وبسهولة أكبر من أي سياسي آخر على الإطلاق. وبطبيعة الحال، فقد خلصت الصحافة إلى أنها لا تعرف ما الذي تفعله. ويتساءل «جوناثان تشيت» من مجلة نيويورك ما الذي يظهره استخدام «البريد الالكتروني الخاص بها فيما يتعلق بحكمها السياسي وحنكتها الإدارية». ويقول «ديفيد كورن» من المجلة الليبرالية «ماذر جونز» أن اتجاهاتها (وكذلك اتجاهات بيل كلينتون) «تصل إلى حد النهج العصبي، والمفرط الحساسية، والسري والعدواني تجاه عالم وسائل الاعلام السياسية». وبالمثل، فإن «بول والدمان»، من مجلة «ذي أميركان بروسبيكت»، لديه نقد مماثل. وهذا لا يأتي فقط من الليبراليين! ويتساءل أستاذ العلوم السياسية «بريندان نيهان»، من صحيفة «ذي أبشوت»، ما إذا كانت خطة الرعاية الصحية الفاشلة 1993-1994 تكشف عن مشكلة عميقة بالنسبة للقدرات التنفيذية لكلينتون. هذا يكفي بالفعل. صحيح، إنه من المنصف أن نفحص سجلها كمؤشر لما قد يكون عليه أداؤها كرئيس للبلاد، بيد أن معظم هذه التعليقات تأتي من جانب واحد وهي أيضا قصيرة النظر. وبغض النظر عن العاصفة التي تثيرها وسائل الاعلام اليوم نتيجة للمؤتمر الصحفي الذي أدلت به كلينتون حول قضية البريد الالكتروني، دعونا ننظر إلى الصورة الأكبر. هل أصبحت كلينتون في موقف دفاعي عندما تهاجمها وسائل الاعلام؟ بالتأكيد. فهذا تقريبا ما يفعله كل السياسيين. وبالرغم من أن باراك أوباما كان ماهرا بشكل غير عادي في تجنب هذا الفخ، فقد سقط فيه أيضا أكثر من مرة. وهل كانت كلينتون مدانة بسوء الحكم في بعض القضايا فيما يتعلق بالتعيين أو التفويض أو التنظيم أو غيرها من القرارات التي تتعلق بالإدارة؟ نعم. ومرة أخرى، أين هو السياسي الذي لم يوجه إليه نقد بسبب هذا. وهل كانت السنوات الثماني التي أمضتها كلينتون في مجلس الشيوخ والأربع سنوات التي أمضتها في وزارة الخارجية حافلة بالفوضى والجدل المتواصل. لا، لم تكن كذلك، على الرغم من هوس الجمهوريين بحادثة بنغازي. جوناثان بيرنشتاين محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»